تصميم الزي المسرحي.. مسرحية مكبث نموذجا

 


 

 

غالبا ما ينظر الى الزي المسرحي  نظرة عابرة  دون فهم حقيقي لاهميته في العرض المسرحي , والحقيقة انه من اكثر العناصر اهمية ولك لارتباطه الوثيق بالممثل  فهو لا يعبر فقط عن الحقبة التاريخية  وصفات الشخصية الدرامية التي يلعبها الممثل بل انه يساهم في رسم حركة الممثل وضبط ايقاعها اضافة لدوره في ضبط الايقاع اللوني مع باقي عناصر السينوغرافيا .

لكن الزي بالنسبة لاعمال شكسبير المسرحية جزء لا يتجزا من النص يحمل من الرمزية ما تحمله لغة شكسبير العالية والبليغة  ويفتح ابوابا متجددة  للتفسير والتاويل , ويساعد  الزي في مختلف اعماله ليس فقط على ربط الجمهور بالاحداث والشخصيات بل ايضا بالنص الاصلي  والتراث الثقافي له .

وكمثال على ذلك سندرس  مسرحية مكبث التي نشرت لاول مرة عام 1611 وطوال 400 عام من اعادة تقديم هذه المسرحية كان المخرجون عل اختلاف الرؤية التي يتبنونها عند تقديم مكبث يحافظون على سمات اساسية من النص الاصلي ومن بينها الازياء اذ يتكرر ارتداء الليدي مكبث لفستان باللون الاخضر ,  ان احداث المسرحية تدور في اسكتلندا وقد كان هناك تقليد اسكتلندي قديم في ارتداء سيدات الطبقة الارستقراطية والنبيلات للون الاخضر , وعندما اتحد اسكتلندا وانكلترا في وحدة كونت المملكة المتحدة انتقل

تصميم الازياء

مكبث

التقليد الى سيدات المملكة المتحدة وثم الى اوربا واستمر الى يومنا هذا , ولا زالت دور الازياء العالمية تقدم بعض  فساتين السهرة  باللون الاخضر  وتسميه اللون الملكي للدلالة على الرقي والرقة .

في احدث انتاج قدمه المسرح الانكليزي لمسرحية مكبث نرى ليدي مكبث عند بداية العرض وجميع المشاهد قبل موت دنكان ترتدي الزي الاخضر الواسع  , وعندما تقرر قتله يتغيرويظهر  من تحت الزي لون شاحب يدل على بداية تسمم افكارها بفكرة القتل وما تعانيه من قلق وغثيان و يلقي الى المتلقي بذور ما ستعانيه في النهاية  من جنون , و يبقى اللون الشاحب فقط ملازما لها في جميع المشاهد بعد موت دنكان حتى المشهد الاخير , فلا نرى اثرا للون الاخضر لان ارتكاب الشصية لجريمة بشعة لم يعد يتناسب مع رمزية النبل والرقة التي يحملها اللون الاخضر .

  للحصول على مصادر في الفنون الجميلة يمكنكم التفضل بزيارة متجرنا (كلمة وتكوين )

https://www.instagram.com/klmwtakween/

 

 

الموضوع مترجم بتصرف من موقع منظمة  الازياء البريطانية  costume society  وعلى الرابط

http://costumesociety.org.uk/blog/post/by-the-pricking-of-my-thumbs-costume-heritage-and-british-identity-in-shake

 


تعليقات