الايقاع في المسرح
تكرار الوقوع المطرد للنبضة او النبرة ,والايقاع موجود في جوانب حياتنا المختلفة , نبضات قلوبنا , ايقاع
تنفسنا , حركة الكواكب والاجرام السماوية وتتابع الليل والنهار , وكلها ايقاعات من
صنع الخالق عز وجل .
لكن الايقاع الذي نتحدث عنه هنا هو التجربة الحسية التي نتلقاها عند تكرار
منتظم لشيء في فن من الفنون والايقاع موجود في كل الفنون واكثرها وضوحا الموسيقى وفي الشعر ايضا اذ يتحقق باجتماع النبر في عدد من المقاطع , اما في
النثر فيكون بتنوع طول الجمل و الانتقال
من جملة الى جملة ومن فقرة الى فقرة وحسن
وقع ذلك على الاذن .
وفي المسرح لا يكون الايقاع مجرد زخرفة اواضافة جمالية بل هو جزا اساسي من
البناء الدرامي للعرض المسرحي ويظهر في العرض المسرحي بثلاث مستويات كما يلي :
1- في الاخراج : الايقاع هو احد اسس الاخراج المسرحي الخمسة (التكوين ,
التصوير التخيلي , الحركة , الايقاع , الشغل الدرامس الصامت ) ويبدا منذ مرحلة قراءة النص المسرحي وتفكيكه
ودراسة الشخصيات فكل مشهد له ايقاعه الخاص سواء حسب تسلسله في الاحداث (مشهد
استهلالي, مشهد ذروة , مشهد الختام , مشهد ربط ) او حسب نوعه (رومانسي , مشهد قتل
, مشهد حركي ) ولكن المشاهد مجتمعة تشكل الايقاع العام للعرض المسرحي باكمله
2- في التمثيل : ان طبيعة الشخصية الدرامية + طبيعة الممثل + طبيعة
المشهد كلها مجتمعة تحدد طبيعة ايقاع الاداء التمثيلي بكل تفاصيله ( صوت الممثل
,الحركة , الايماءات واوضاع الجسم , طبيعة الحوار الدرامي ), ويمكن بناء الايقاع
بتناقض ايقاع شخصية مع شخصة اخرى (شخصية عنيفة مقابل شخصية هادئة )
3- ايقاع التقنيات : تقنيات العرض المسرحي ( الاضاءة , الموسيقى الازياء ,
الماكياج والديكور المسرحي ) لكل منها ايقاعها الذي يرتبط بالمشهد وبالعرض ككل ,
فتتغير بقع الاضاءة للتعبير عن تغير الحالة النفسية للشخصية او ترقب وقوع حدث او
تغيير الزمان والمكان وكذلك الموسيقى فهي توصل معنى الحدث الحخالي وتهيا المتلقي
للحدث القادم
ويرتبط الايقاع بالمعنى فهويوصل معنى كل لحظة
من اللحظات ويمكن اعتباره علامة سيميائية كبرى للعرض المسرحي باكمله , ويظهر
الايقاع اكثر وضوحا في المسرحيات الموسيقية والمسرحيات الحركية ( الكوريوغراف).
للمزيد من المعلومات يمكنكم متابعة الفيديو التالي من تمارين اوبرا سدني عبر الرابط ادناه
https://www.youtube.com/watch?v=gAGDwgcN_mU
تعليقات
إرسال تعليق