الاساطير والمسرح

 

نزول عشتار



الاسطورة myth, mythe   

" حكاية خرافية شعبية الاصل وغير متروية ,يمثل فيها الفاعلون اللاشخصيون وفي الاغلب تمثل فيها قوى الطبيعة في صور كائنات شخصية ويكون لافعالها ومغامراتها معنى رمزي " 

(وينفي القاموس الفلسفي كونها خرافية فهي تعبير عن الحقيقة المقدسة عند  المجتمعات البدائية  لانها تحكي تاريخا مقدسة فتصبح بذلك  مقدسة ونموذجية وقابلة للتكراروتشكل مثالا للافعال الانسانية  ويقارن فلسفيا بينها وبين اللوغوس )[ 

 

 ويصح  التعريف الاول في كون شخصيات الاسطورة في الغالب غير بشرية  الهة او انصاف الهة وفي رمزية الاحداث وافعال الشخصيات ولا يصح   كون الاسطورة خرافية فهي تحمل جانبا خياليا لكنه منطقي قابل للتصديق قريب من الواقع  بخلاف الخرافة غير القابلة للتصديق , اما من حيث العلاقة مع اللوغوس فان الاسطورة تشترك معه في محاولة فهم  الوجود ونشاته ومكانة الانسان في هذا العالم  لكن اللوغوس اكثر معقولية  وعلمية من الاسطورة .

تتداخل الجوانب الدينية والاجتماعية والسياسية احيانا  في الاسطورة اضافة لعمقها الفلسفي ورمزيتها العالية وتداخل  الخيال مع الواقع في احداثها  لذلك يصعب فهمها وتفسيرها وفك رموزها وفهم كيفية نشؤها بصورة دقيقة واستمراريتا حية الى وقتناهذا , وقد قام  العلماء والباحثون بمحاولة تحليلها باساليب مختلفة ومنها:

(محاولة رولان بارت    الذي قام بتحليل الاسطورة سيميولوجيا مستندا الى تنظيرات سوسير اللغوية وراى ان فهم الاسطورة يتم من خلال فهم الدال والمدلول والعلامة التي تنتج من التقائهما اي ان الاسطورة منظومة سيميولوجية  تعمل عل مستويين الاول هو اللغة والثاني ما بعد اللغة , وبين ان الشكل في الاسطورة لا يلغي المعنى لكنه يتغلب عليه حيث يشكل المعنى مخزونا احتياطيا له جذور تاريخية يتغذى منها شكل الاسطورة ويتجدد باستمرار ) 

  ان تحليل رولان بارت يبين ان  الاسطورة قريبة من المسرح  لان الدراما شكل ومضمون لكن الشكل ياخذ اهمية اكبر , اضافة الى ان الرمزية العالية للاسطورة تجعل منها نظاما سيميولويا مفتوحا قابل للتاوييل والتطور استمرار وبعيد عن المباشة وهي سمات اساسية في فن المسرح .

(اما شتراوس  فقام بتحليل الاسطورة بنيويا من خلال دراسته لاساطير الهنود الحمر في امريكا , فعند ملاحظة اساطير قبيلتين متجاورتين تعتمدان الزراعة والصيد راى ان اسطورة الصيد الشتوي عند القبيلة الاولى تتقابل مع اسطورة صيد صيفي عند القبيلة الثانية وان شخصية البطل الذي ينهي المجاعة موجودة في الاسطورتين مع اختلاف اصله وهكذا توصل الى نتيجة مهمة وهي انه لا يمكن فهم معنى الاسطورة بصورة منفردة بل كجزء من بنى اسطورية متجاورة , مع الاخذ بنظر الاعتبار طبيعة المجتمع الذي تنشا به الاسطورة وانتقال الاساطير عند الهجرة من مكان الى اخر)   

 

علاقة الاساطير بالطقوس

تناول الكثير من الباحثين علاقة الطقس بالاسطورة دون التوصل الى حقيقة ارتباط جازمة بين الاثنين ,

(فقد حاول شتراوس   تطبيق التحليل الذي قام به على الاساطير , على الطقوس منطلقا من فكرة ان الطقوس هي لغة والاسطورة ما وراء اللغة وان الاسطورة ليست تفكيرا لا منطقيا بل هي تفسير منطقي ضمن اطارمجتمعها والطقس هو الممارسة الفعلية لها فكلاهما يشكلان  منظومة رمزية لها قدسيتها ووسيلة تواصل بين الانسان والقوة الالهية   ) 

(اما مالينوفسكي فيرى ان الاسطورة تشتق من الضرورة الطقسية تماما كما يحتاج العرض المسرحي الى نص يستند اليه  ) [



 

تعليقات