ملخص كتاب سيمياء براغ



 اسم الكتاب : سيمياء براغ للمسرح

عدد من المؤلفين

ترجمة: ادمير كوريه

 

سيمياء براغ


 

 لم تختلف اسس حلقة سيمياء براغ -التي تكونت في عشرينات القرن الماضي بمجموعة من العلماء الروس والتشيك - عن اسس السيمياء التي جاء بها (سوسير) و (بيرس ) لكنها اكتسبت خصوصيتها من ارتباطها بالمسرح .

لقد اكد سوسير وعلماء السيمياء اللغوية ان المعنى متجذر في الفونيم (اصغر وحدة لغوية ) اما في المسرح فأن المعنى ينشا من العلاقة التفاعلية بين عناصر العرض المسرحي فلغة المسرح هي بنية علائقية مكونة من وحدات اصغر واصغر تتحد لتكوين وحدة كبيرة هي العرض المسرحي , لكن هذه  العلاقة  ليست اعتباطية فكل شي في المسرح له سبب مرتبط ببنية النص وبنية العرض ذاته اضافة الى ارتباطاته الاوسع بالسياقات التاريخية والثقافية والنسقية .

 

اهم مبادئ حلقة سيمياء براغ :

1-    ان اللغة تتجه نحو غاية اي انها وظائفية (وهذا يقترب من مفهوم القصدية في الفلسفة الظاهراتية )

2-    وجود 3 وظائف كامنة في فعل التواصل :

 

أ‌-       الوظيفة المناشدة : التي توجه فعل التواصل الى المتلقي .

ب‌-  الوظيفة التمثلية التي تنقل المعلومات .

ت‌-  ان الوظيفة لها سمات جمالية  وفنية خاصة .

 

3-    ان لغة الفنون لها خاصية تنبع من داخلها ففي لغتنا الحياة نهتم بالمعنى ذاته وليس بنية اللغة التي تحمل معناه اما في لغة الفنون عامة والمسرح خاصة فأن اللغة تحمل معنى وتحمل جمالية وايقاع له معناه ايضا وهذا ما يطلق عليه (البوطيقيا ) وهذا يجعل تاثير اللغة في المتلقي تاثيرا مزدوجا .

4-    البنية المتصدرة : وهي البنية التي تخرج عن الاعراف القواعدية والتركيبية للغة الاعتيادية حيث بها من المجاز ما يفاجئ المتلقي ويبقي انتباه المتلقي مشدودا للعرض المسرحي .

5-    البنية : عرفها ماكاروفسكي انها جملة عناصر لها توازن داخلي يضطرب ويستعيد توازنه باستمرار , وهذه البنية مليئة بالتناقضات ومتبدلة .

فعندما تتحد الفنون في المسرح لا يكون هذا الاتحاد امتزاجا يحافظ على بناها الاصلية بل تفاعلا متكاملا ينتج بنية جديدة لها خصوصية اي انه ناق نظرية فاغنر التي كانت ترى المسرح مزيجا من عدة فنون .

6-    اكد (بوغاتريف)  خاصية جديدة , فكما ان للغة نسقا فان للغة المسرحية نسقا الخاص هو النسق التالي :

 

العمل الفني = الكلام

التقاليد الفنية = النسق

7-    لقد قام ماكاروفسكي بدراسة سيمائية العرض الفنية وفق فرضية ان العرض المسرحي هو العلامة الكبرى , وانه مكون من مجموعة كبيرة من العلامات التي تتحد لتكوينه وهذا يتحدد وفق  :

 

أ‌-       نوع العمل الفني (مسرحية,قصيدة ...) الذي هو الدال

ب‌-  المعنى الكامل في الوعي الجمعي الذي هو المدلول .

ج –  العمل الفني  الذي يعمل كوسيط ين الفنان والمتلقي.

 

ويتفق الباحث مع راي ماكاروفسكي لان تجمع العلامات وتكوينها لعلامة كبرى واحدة هي العرض المسرحي ينطبق مع نظرية ستانسلافسكي التي تؤكد وجود هدف اعلى للعمل المسرحي يتكون من الاهداف الجزئية لكل مشهد التي تسير لذلك وفق خط فعل متصل طوال العرض المسرحي .

 

8-    اما (اوتكار زيش ) فيركز في كثير من ابحاثة على دور المتلقي في عملية التواصل اثناء العرض المسرحي وكا يتوقف معنى اللغة عند التخاطب على مدى معرفة المخاطب للغة المتكلم كذلك يتوقف معنى العرض المسرحي على ذائقة المتلقي وخببرته الجمالية والثقافية .

9-    ان العلامة في العرض المسرحي ديناميكية وحيوية ولها تراتب هرمي بحث فيه (هونزل ) ,وهذا التراتب الهرمي يعني ان لكل عنصر من عناصر العرض دوره لكن حجم واوليوية هذا الدور تختلف حسب العرض .

وهذا الاختلاف له اسباب كثيرة فهناك عروض يتصدر التراتب الهرمي فيه الممثل و مثال على ذلك المونودراما , ويكون اللغة الشعرية قبل الممثل في الرومانسية  وتتبادل الموسيقى واللغة الاهمية في العروض الاوبرالية .

 

10-                       اما العالم (فلتروسكي ) فدرس العلاقة بين النص والعرض وكيف تتحول العلامات في النص الى علامة حية في العرض المسرحي .

 

فالقيم الصوتية تتجسد طريقة نطق الممثل والتنغيم الصوتي .

النسق اللغوي في النص يتجسد بالتمثيل .

 

 

وهناك العديد من القضايا الاخرى ناقشها علماء حلقة براغ , مثل ان عملية ادراك العمل الفني الذاتية  تتحول الى موضوعية اذا تقررت من قبل الوعي الجمعي والنقطة الاهم ان هذه القيمة لا تتحدد من العمل الفني فقط ( كما لدى البنيويين ) ولا من عوامل خارجية تاريخية او اجتماعية او سايكولوجية ( كما لدى السياقيين ) بل هي مزيج من الاثنين لانها تاتي من ذات العمل الفني لذي خصوصيته المتفردة –كما تراه نظرية ادبية الادب التي نادى بها الشكلانيون الروس ومنهم جاكوبسون الذي انتقل الى حلقة براغ – ومن انعكاس السياقات على بنية العمل الفني .

ان للفاء اهمية كيرة لدى سيميائيي براغ وهو ليس مكانا فيزيائيا له مساحة محددة الابعاد بل هو مكان غير متناهي تحدده طبيعة العلاقات بين الشخصيات ومسار الاحداث في العرض فهو متحول  يتجاوز الخشبة ,واكثر قدرة على شد انتباه المتفرج .

ان كل علامة في العمل الفني تتوالد من علامات اخرى وتولد علامات جديدة وهذا ما يسمى السلسلة العلامية

فالزي هو علامة للشخصية وهو علامة لدين او ثقافة او طبقة اجتماعية او حالة نفسية  ويؤكد (زيش) ان لكل علامة مسرحية وظيفتان كلتاهما اساسية

1-    وصفية للشخصيات والمكان .

2-    الاشتراك في الفعل الدرامي .

وان طبيعة العرض المسرحي تحدد كثافة العلامات فيه فنراه في اعلى مستوياتها في الرمزية وفي ادناها في الطبيعية .

واولت حلقة براغ اهمية كبيرة لمسرح الدمى لانه غني بالعلامات ولكن معنى العلامات يختلف بحسب طريقة  تعامل المتلقي معها فاذا اعتبرت بشرا شكلت العلامات لغزا للمتلقي وتعددت تاويلاتها اما اذا اعتبرها دمى فسوف يزاح المعنى الى معنى كوميدي .

 

وهناك العديد من المصطلحات التي سجلتها حلقة براغ :

 

1-    الكناية المشهدية : تعني استخدام جزء ديكوري للدلالة على  كليته مثل استخدام قوس للدلالة على قصر او كنيسة واستخدام شجرة لللادلة على غابة واحيانا يوظف الصوت لتجسيد هذه الدلالة كما في المشهد الاخير في مسرحية بستان الكرز.

2-    الابانة : اي ان المسرح يعتمد شكل الدلالة الأكثر بدائية، اي تعيين الموضوع وتعريفه من خلال ان يتناول احدهم الموضوع ويبين للمتلقي الرسالة المعنية . فالحصاة هي حجارة صغيرة . وهذا مرتبطة بالتفسير المقدم للأطفال.

3-    التصدر العلامي : ان اساس التصدر لغوي  ويعني عندما يشد استعمال غير متوقع انتباه المستمع ليلاحظ اللفظ نفسه بدلا من المعنى الذي يحتويه و هو يشه الاستعارة الشعرية الحية .

وينطبق هذا على العرض المسرحي مثلا عند بروزمفاجئ  لشخصية ثانوية ( اميليا في عطيل)اما المدة الزمنية لهذا التصدر فلا يمكن تحديدها اذ تمتد من لحظات قليلة الى العرض المسرحي كله .

 

 

وتبقى هناك نقطة اساسية وهي ان التداخل في عمل عناصر العرض المسرحي هو الذي يحدد وظيفتها فقطعة الديكور ان وجدت لوحدها  تعطينا علامة تختلف عن العلامة التي تعطيها عند امساكها من قبل الممثل وهذا ينطبق على كافة عناصر العمل الفني .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تعليقات