تحليل مسلة نرام سين وفق اسس الاخراج المسرحي

 

لقد قام الباحثون الاركيولوجيون  بدراسة واسعة ودقيقة للفنون القديمة وخاصة  رسوم الكهوف باعتبارها الانتاج الفني الاول للانسان ولاحظوا ان الطابع النفعي هو المميز لها ,  فالانسان القديم لم يكن يرسم لغايات فنية وجمالية محضة بل بدوافع نفسية  ممزوجة بالطقوس والسحر ولذا نرى في رسوم الكهف ان الحيوانات اكثر من البشر والنباتات وهذه الحيوانات تكون الطرائد التي يصيدها للاكل فيرسمها ليشحذ عزيمته لصيدها واما الحيوانات المفترسة التي يخاف منها ويتمنى اختفاءها , ومع تطور الحضاري للبشرية اصبح الرسوم توثيقا لانتصارات الانسان فاخذ يرسم الجداريات التي تخلد انتصارته .

  ان  بالامكان  الاستفادة من الرسوم والمنحوتات لعصور ما قبل التاريخ عند اخراج عمل عن تلك الحقبة لما في الصور التي تحتويها من رمزية  وسرد بصري  متكامل للحدث .

 

فعلى سبيل المثال عند تحليل مسلة النصر التي توثق انتصار (الملك نارام سين ) الموضحة في  الصورة يمكن ملاحظة التالي :

 

1-    من حيث توازن الكتل ( التكوين) : التكوين في الصورة يتالف من كتلتين الاولى على اليمين تمثل الجيش المهزوم والكتلة الثانية الى اليسار تمثل جيش الملك نارام سين المنتصر .

2-    من حيث اساليب التوكيد(التكوين ) :الملك وجنوده يقفون باستقامة , الملك في منتصف الصورة اي في بؤرة التركيز وفي وضع اعلى من باقي الجنود وجميع الانظار تتجه اليه .

3-    من حيث الحركة : حركة الجنود المهزومين اما تراجع او سقوط الى الاسفل (اوضاع جسم ضعيفة ) اما الملك وجنوده فيتحركون صعودا الى اعلى الجبل (اوضاع جسم قوية )

4-    من حيث بناء الشخصية : صور الملك بقامة اكبر من الباقين وهي دلالة رمزية للقوة والمكانة العالية وعلى راس خوذة ذات قرون ترمز في حضارة وادي الرافدين  الى الصعود الى الالوهية وفي اعلى يمين المسلة عدد من الشموس التي تجسد بركة الالهة على الملك  لاضفاء قدسية الى الانتصار الذي تحقق , اما جنود الجيش المهزوم فاما  قتيل او جريح ولا تظهر تفاصيل ازيائهم بوضوح .