البنيوية

 

البنيوية

 

"هي مذهب من مذاهب منهجية الفلسفة والعلوم مؤداه الإهتمام بالنظام العام لفكرة أو عدة افكار مرتبطة ببعضها على حساب العناصر المكونة له أما تلك العناصر فلا يعني لها هذا المذهب الا من حيث ارتباطها وتأثرها بعضها ببعض في نظام منطقي مركب."

والبنيوية قبل ان تكون منهجاً نقدياً فهي نظرية موجودة في علم اللغة وعلم الكلام عند سوسير والأدب عند الشكلانيين الروس  وعلم الإسلوب منذ مطلع القرن العشرين لكن ظهورها كمنهج كان في خمسينات القرن العشرين .

اطلق المصطلح رومان جاكوبسون لكنه ارتبط بإسم الفيلسوف والناقد كلود ليفي شتراوس.

والبنيوية تدرس النص بحد ذاته بمعزل عن الظروف المحيطة به اي انها ثورة على المناهج التقليدية السياقية والمعيارية والإنطباعية.

 

علاقة البنيوية بالشكلانية الروسية

لقد كانت البنيوية امتداداً لأفكار الشكلانيين الروس التي اكدت (ادبية الأدب) وليس وظيفته اي ان الناقد البنيوي يهتم في المقام الأول بتحديد الخصائص التي تجعل الرواية او القصة نصاً أدبياً والبنى الصغيرة والأصغر التي تكونه وصولاً لتحديد النظام أو البناء الكلي.

]ان الشكلانيين الروس بدأوا التحرك في التعامل مع اللغة كنظام واتخذوا اللغة نقطة انطلاق فيما أسموه علم الأدب، لكنهم طبقوا ذلك بداية بصورة سطحية.

لكنهم ختموه بصورة ناضجة من خلال استعارة النسق ومحاولة فهم النصوص الأدبية باعتبارها نتاج النسق الأدبي العام أو ما يسمى النسق الشارح (ميتاسيستم).

ولا يكتفي الباحثون بالربط بين الشكلانية الروسية والبنيوية بل يعدون الشكلانية (البنيوية المبكرة). وان هناك العديد من العناصر ظهرت في الفكر الشكلاني كانت هي التي اسس للفكر البنيوي كما عند (باختين) الذي اكد وجود (العنصر الغالب) في كل عمل ادبي داخل النوع الأدبي ذاته وهو الذي يؤلف جوهر النسق 

 

 

 

 

 

 

التحليل البنيوي في المسرح:

]لقد انتقلت البنيوية من الأدب الى المسرح زادت الى تغيير جذري في طريقة تحليل العمل المسرحي فأصبح يتم على مستويين:

1.     البنية العميقة: التي ترصد ديناميكية الصراع .

2.     البنية السطحية: اي دراسة المكونات الظاهرة وتسلسل الأحداث والصور.

اضافة الى تقصي العلاقة بين المستويين.[ 

البنيوية

 

البنيوية وعلاقة الشكل بالمضمون:

لقد فندت البنيوية الدراسات السابقة التي تفترض وجود بنية نموذجية درامية . اذ اكدت ان العلاقة بين الشكل والمضمون متطورة ومتغيرة وجدلية وتبادلية. فان تغيير في الشكل يؤدي الى نظيره في المضمون وبالعكس.

ان كلمة بنية تنطبق على مختلف انواع البنى اللغوية والثقافية والعقلية المجردة، ومهما اختلفت البنية فأن البنيوية منهج يقوم على دراسة العلاقات المتبادلة بين العناصر الاساسية المكونة للبنى.

 

أنواع البنيوية:

1.        البنيوية النفسية ترتبط بالعالم لاكان.

2.        البنيوية الأدبية او اللغوية  

3.        البنيوية العامة.

4.        البنيوية التكوينية وتعتبر من اهم الانواع واكثرها اثارة للجدل .

 

  

و البنيوية التكوينية أو التوليدية، فرع من فروع البنيوية، نشأ استجابة لسعي بعض المفكرين والنقاد والماركسيين، للتوفيق بين أطروحات البنيوية في صِيغيتِها الشكلانية وأُسس الفكر الماركسي  في تركيزه على التفسير المادي والواقعي للفكر والثقافة عموماً.

ويرى الباحث ان هناك سببا اخر نادى به العديد من الشكلانيين الروس(مثل ايخنباوم وباختين ) وهو استحالة دراسة العمل الابداعي بمعزل تام عن السياقات التاريخية والاجتماعية , والبنيوية التكوينية اعتمدت االتحليل ليس بنفس اسلوب التحليل النقد السياقي بل من خلال دراسة انعكاس على بنية العمل ودلالاته .

 


المفاهيم والمعايير المنهجية التي تتضمنها البنيوية التكوينية:]

 
1- البنية الدلالية
   
يفترض مفهوم البنية الدلالية، ، لا فقط وحدة الأجزاء ضمن كلية والعلاقة الداخلية بين العناصر، بل يفترض في نفس الوقت الانتقال من رؤية سكونية إلى رؤية دينامية، أي وحدة النشأة مع الوظيفة بحيث نكون أمام عملية تشكل للبنيات متكاملة مع عملية تفككها. إن مفهوم البنية الدلالية يشكل الأداة الرئيسية للبحث في أغلب الوقائع الماضية والحاضرة، مع ذلك فهنالك عدد من قطاعات الواقع التي يبدو أنها تقتصر على مفهوم البنية، من حيث أننا لا نستطيع فصل الجوهري عن العرضي ولا دمجها في بنيات أوسع، فيما يتعلق بمقولة البنية يشير غولدمان إلى أنها، مع الأسف، ذات رنين سكوني، مما يجعلها غير دقيقة دقة صارمة، لذلك لأننا نصادف في الحياة الاجتماعية الواقعية بنيات قليلة بل بالأحرى نصادف عمليات لتشكل البنيات، عمليات يمكن وضعها في علاقة مع البنيات الذهنية الخاصة لا بأفراد بل بالمجموعات وبالطبقات. إن اتجاه تشكل البنية نحو بنية جديدة، الخاص بالمؤلفات الفلسفية الكبرى، وبالمؤلفات الأدبية والفنية، يعبر عن نظام وعن انسجام الموقف العام للإنسان تجاه المشاكل الرئيسية التي تطرحها العلاقات القائمة بين الناس والعلاقات القائمة بين الناس والطبيعة، في حين أن تفكك البنيات يعبر عن المسافة التي تفصلها عن البنيات القديمة وعن المواقف التي كانت المجموعة الاجتماعية تسعى  نحوها في الماضي.

 
 
2- رؤية العالم :
   
الكيفية التي يحس فيها وينظر فيها إلى واقع معين، أو النسق الفكري الذي يسبق عملية تحقق النتاج: إن ما هو حاسم، ليس هو نوايا المؤلف بل الدلالة الموضوعية التي يكتسبها النتاج، بمعزل عن رغبة مبدعة وأحياناً ضد رغبته، ويرى غولدمان، في منظور مادي جدلي أن الأدب والفلسفة من حيث أنهما تعبيران عن رؤية للعالم- في مستويين مختلفين- فإن هذه الرؤية ليست واقعة فردية بل واقعة اجتماعية تنتمي إلى مجموعة أو إلى طبقة. وتبعاً لبرهنته، فإن أي رؤية للعالم هي من وجهة نظر متناسقة ووحدوية حول مجموع واقع وفكر الأفراد الذي يندر أن يكون متناسقاً ووحدوياً باستثناء بعض الحالات. لا يتعلق الأمر هنا بوحدة ميتافيزيقية ومجردة، بدون جسم ولا شكل، بل يتعلق الأمر بنسق فكري يفرض نفسه، في بعض الشروط على مجموعة من الناس توجد في شروط مشابهه، أي على بعض الطبقات الاجتماعية  .

 3- القيمة :

   
إن إحدى المعايير الأساسية لقيمة النتاج- هي مقدار تمثيلها  لرؤية متناسقة للعالم على مستوى المفهوم وعلى مستوى الصورة اللفظية أو الصورة الحسية. إن التفسير العلمي لنتاج ما لا ينفصل عن إبراز قيمته الفلسفسية أو الجمالية، مما يفترض استخراج الرؤية المعبر عنها والتأويل الموضوعي لها. نحن نعرف مع ذلك أن الرؤية المتناسقة ليست هي المعيار الصالح الوحيد. وفي العلوم تتدخل الحقيقة، أما في الفن فإن المعايير تناسب الواقعية. وتضيف البنيوية الفرنسية بأنه يمكن القول أن نظرية علمية ما تأخذ قيمتها حين يعترف بها كنظرية خاطئة، في حين أن عملاً فنياً ما لا يمكن أن يكون غريباً كل الغربة عن كل واقعية- كما يحدث في العلم المعاصر- دون أن يفقد بذلك قيمته الجمالية. 4

ومن ابرز اعلام البنيوية التكوينية جورج لوكاش ولوسيان غولدمان .



تعليقات

  1. كل الشكر والتقدير لكم على هذا السرد المهم لهذا التيار النقدي

    ردحذف

إرسال تعليق