ملخص كتاب المخرج في المسرح المعاصر

 



المسرح المصري


 

مقدمة :

مؤلف الكتاب سعد اردش من المخرجين البارزين في المسرح العربي يجمع  احساس المخرج المبدع مع الدراسة الاكاديمية والثقافة العالية (العامة منها والمتخصصة) ويعمل مع الممثلين بشكل تدريبي مكثف اخذا بنظر الاعتبار التغيرات السياسية والاجتماعية المتواصلة , ورد فعل الجماهير وتوجهاتها .

ومن تجربته الفنية وخبرته الاكاديمية كتب هذا الكتاب الذي يتحدث فيه عن وظيفة المخرج (مفسرا للنص ,مبدعا في اختيار شكل العرض الملائم ,منظما لتفاصيل العرض واجزائه واهمها الممثل الذي يقدم المخرج من خلاله افكاره ورؤاه وبرامج التدريب التي يستخدمها المخرج لاعداد الممثل لدوره ).

 

اهم  الموضوعات التي تناولها الكتاب واسلوب المؤلف في كتابته  :

1-      انطلاقا من كونه مخرج فقد ركز على نظريات الاخراج وتطبيقاتها في العروض دون ان يهمل اهمية النص .

2-      ربط بأسلوب ذكي بين الاحداث التاريخية وبين تطور المدارس الاخراجية ووظيفة المخرج .

3-      ان المدارس المسرحية ظهرت بصورة متعاقبة تناولتها العديد من المصادر الا ان هذا الكتاب قد بين لنا كيف ترتبط كل مدرسة بسابقتها وكيف تحمل في داخلها بذور المدرسة التي تليها مع بيان نقاط القوة والضعف في كل منها .

4-      يتناول الكتاب مجموعة كبيرة من المخرجين العالميين وتطور مناهجهم وصولا الى مرحلة النضج الفني والتفرد معززا دراسته بأمثلة لاعمالهم توضح ذلك ومعها دراسات نقدية تناولت هذه العروض.

5-      افرد المؤلف فصلا كاملا تحدث فيه عن عن المخرج في المسرح العربي فالمسرح ليس فنا عربيا لكن الكثير من الاشكال الدرامية موجودة في تراثنا العربي .

وكيف استفاد المخرجون العرب من المسرح العالمي وقدموا اعمالا اقتربت من شكله لكنهم ضمنوها مشكلات المجتمع العربي الانسانية والاجتماعية والسياسية كما  ذكر الدكتور علي الراعي في تقديمه للكتاب .

6-      اختار المؤلف صيغة العناوين المختصرة لكثير من فقرات الكتاب مثلا وصف التعبيرية بأنها (صرخة الروح ).

7-      التزم المؤلف الحيادية في عرض الكتاب وفي تقييمه للمخرجين  والتيارات المسرحية الحديثة التي عادت بالعرض الى الطقسية والارتجال وحملت الكثير من جذور العادات والتقاليد الخاصة ببلدانها .

8-      يفرد الكتاب فقرات عديدة للحديث عن معمارية المسرح وكيفية استثمارها من قبل المخرجين والعلاقة الانعكاسية بينها وبين مضمون العرض المسرحي .

 

 

 

 

 

 

الفصل الرابع التعبيرية والمسرح

 

كان ظهورها  في المانيا  كوليدة للاحداث التي شهدتها اوربا مطلع القرن العشرين واهمها الحرب العالمية الاولى . لقد هزت هذه الحرب بنية المجتمع الالماني وانعكست على روح الانسان الالماني التي عانت ويلات الحرب وما بعدها ولهذا يضع للتعبيرية عنوانا مميزا لها هو (صرخة الروح ),والتي لا يمكن التعبير عنها بالاشكال الطبيعية والواقعية والكلاسيكية المعروفة بل نحتاج الى لغة جديدة .

ومن هنا ظهرت التعبيرية في الفنون البصرية والتشكيلية والادب ولها العديدة من السمات اهمها ( التشويه والتضاد ).

وللتعبيرية كتاب كثيرون منهم (جورج كايزر ) و(ارنست توللر ) وكيف وظف المخرجون التعبيريون نصوصهم في عروض موازية لها في نهجها التعبيري .

ان مفهوم  التعبيرية كما يبينه الكتاب (ظاهرة تقدم الاشياء ليس كما هي وانما كما يجب ان تكون )وان هدف المخرج التعبيري (ان يصل بالمأساة الى اعمق اعماقها تأثيرا واقصى درجة من التعبير بحيث تمس الجماهير مسا مباشرا ).

اما تصميم المنظر التعبيري فيختصره بعبارة ( ترك المنصة للدراما )والعنصر الابرز في السينوغرافيا هو الضوء اما الخطوط والاشكال فكلها مائلة ومتكسرة والمنظور مشوه .

ان السمة الابرز للعرض  التعبيري هي(حلم مزعج ).

اما اداء الممثل التعبيري فأساسه ان  ( الجسم الانساني شكلا وكتلة يجب ان يتوافق مع الروح لكي يتوصل الى ترجمة بلاستيكية لهذه الحالة ).

ثم يتحدث المؤلف بإسهاب عن مخرج الماني كبير هو ليوبلدجسنر ويبين لنا اهمية هذا المخرج في كونه الخط الفاصل بين التعبيرية والمسرح السياسي اذا قدم لنا عروضا تعبيرية في شكلها لنصوص ليست تعبيرية كما في نصوص شكسبير وموليير وشيللر (لم يبين احد انه بدأ خطوة في المسرح السياسي ).

ويفرد اكثر من نصف الفصل الرابع للمسرح السياسي وارتباطه بالتعبيرية ويتحدث عن ابرز مخرجيه في المانيا اروين بسكاتور الذي وظف احدث التقنيات المسرحية وادخل السينما والسلايدات وكيف اعتمد الوثائق اساسا حتى يطلق على مسرحه المسرح الوثائقي ,وكيف حاول ان يخاطب عقول الجماهير من خلال مسرحه البروليتاري والصعوبات التي رافقت ذلك من النواحي الانتاجية والمعمارية وعدم تجاوب الطبقات الارستقراطية مع هذا النهج .

ثم كيف اكمل بريخت هذا المنهج واوجد لنا المسرح الملحمي او اللاارسطي وبريخت كاتب دخل عالم الاخراج من باب البحث العلمي والاجتماعي ووضع نظريته الملحمية (نصا واخراجا )في كتابه( الاورجانون الصغير ) ويشرح لنا الكتاب هذه النظرية مركزا على اهم جوانبها (التغريب ).

 

 

 

 

 

الفصل الخامس /المناهج الاخراجية في روسيا

في تسلسل منطقي لمحتوى الكتاب يأتي الفصل الخامس ليتحدث عن مناهج الاخراج في روسيا التي تأثرت هي الاخرى بالحرب العالمية اولى وبالثورة البلشفية 1917 ,وهي الاخرى تمتلك مسرحا جماهيريا ذو فكر سياسي وتنوع في مدارس الفنية فيناقش الفصل المسرح الروسي قبل وبعد الثورة وكيف انعكس هذا على المناهج الاخراجية للمخرجين وعلى المخرج الواحد فنرى تجربة  مايرهولد قبل الثورة مختلفة عنها بعد الثورة ويشرح نظريته الاخراجية الثائرة على الواقعية وتكنيكه  الشهير في اداء الممثل والمسمى البايوميكانيك .

ويتحدث عن مجموعة من المخرجين الذين تركوا بصمة في مسيرة المسرح الروسي والعالمي وابرزهم :

يفجيني فاختانغوف الذي ارتبط اسمه بالواقعية السحرية والكسندر تايروف صاحب المسرح التركيبي ,ونيكولاي افرينوف الطليعي الذي دعا الى مسرحية المسرح وادخال المتفرج في اللعبة المسرحي اضافة الى نيكولاي اخلوبكوف الذي كان ابرز مخرجي ما بعد الثورة وارتبط اسمه بالواقعية الاشتراكية .

ويتحدث المؤلف عن مسرح الهواة في روسيا الذي انتعش بسبب اسناد القوة الثورية له والذي كان معبرا عن فكرها ونهجها و له ميزة كبيرة وهي احياء غريزة حب المسرح عند الشعب ومخاطبته لعامة الناس

خاصة الطبقات العمالية والفلاحية .

 

 

 

 

 



تعليقات