الجدل عند افلاطون وارسطو


 

 

ارسطو

 

مقدمة

الجدل " القياس المؤلف من المشهورات والمسلمات والغرض منه الزام الخصم وافحام من هو قاصر عن ادراك مقدمات البرهان "

وهذا التعريف الاصطلاحي الذي جاء به الجرجاني  , قد اتفق عليه عامة فلاسفة المسلمين .

وتؤكد معظم المصادر ان الجدل قد بدا في بلاد الاغريق واول اشكاله في محاورات الفيلسوف (زينون الايلي ) التي رد بها على منتقديه من الفلاسفة وهي محاورات فيها   الكثير من السخرية. . , ثم تطور على يد سقراط و السفسطائين فصار منهجا وطريقة في التفكير .

 

الجدل عند افلاطون

يرتبط الجدل عند افلاطون بنظريته المعرفية التي تسمى نظرية العالم المثالي او الوجود الاول  ,اذ يؤكد افلاطون ان النفس البشرية موجودة قبل الجسد في عالم المثل حيث ادركت كل الحقائق لكن عند هبوطها الى العالم الواقعي الذي نعيش فيه اضاعت الحقيقة وان كل ما نراه من اشياء محسوسة هي ظلال واشباح  لما هو كائن في عالم المثل ,والمعرفة  يجب ان تشتمل على الصدق فالمعرفة الكاذبة ليست بمعرفة  ..

والمعرفة عنه 4 مستويات :

أ‌-       الحس

ب‌-  الظن

ج- الاستدلال

د- اليقين

 

يعرف افلاطون الجدل " منهج في التحليل المنطقي يقوم على قسمة الاشياء الى اجناس وانواع بحيث يصبح علم المبادئ الاولى والحقائق الازلية "

ويعني هذا انه منهج استقرائي يحصل به الفيلسوف على المبادئ الاولى من خلال دراسة الجزئيات للوصول الى الكليات ,وقسمه الى نوعين :

1-    الجدل الصاعد : الذي تدرس به المدركات الحسية صعودا الى المعقولات وصولا الى المثل .

2-    الجدل النازل : الذي يدرس المثل والقيم العليا ويقوم بتحليلها وترتيبها في اجناس وانواع وصولا الى ادناها وابسطها .

 

]ورغم ان استحصال المعرفة مرتبط بالعالم المثاليالذي هو مصدر الالهام الا ان الحصول على هذا الالهام لا يتم الا بالصراع بين عالم المادة والغرائز من جهة وعالم العقل والمعرفة من جهة اخرى .

وهذا الصراع يبدا بالجدل الصاعد ,وينتهي بالجدل النازل .[

 

 

 

الجدل عند ارسطو :

 

يقترب مفوم ارسطو للجدل من مفهوم الفلاسفة المسلمين اذ يرى انه

" قياس مؤلف من المشهورات والمسلمات " .4

ويرتبط الجدل عند ارسطو مع  المنطق اذ يؤكد  ان الإنسان هو الكائن الوحيد القادر على الفهم والاستدلال والقياس .ولم يتفق مع افلاطون فقد اكد ان المعرفة تبدأ بما تنقله لنا الحواس ويربطها  بالتجربة شاملا كل مناحي الحياة واثبت في تجاربه اهمية الاحساس والخيال والحدس والذاكرة  في المعرفة فالذاكرة ترتبط بتجارب الماضي وتخزنها والاحساس والخيال قريبان من بعضهما في الادراك لكن الاحساس دائم الحضور اما الخيال فليس حاضرا دائما اما الحدس فهو وسيلة لاستقراء المستقبل.

 

والجدل عند ارسطو منهج استدلال له مقدمات محتملة وقد فرق بين علم  الاحتمال وعلم التحليل الذي هو علم البراهين . فالجدل وسيلة لتدريب التفكير واختببار صدق المبادئ غير المبرهنة بالعلوم .

    ]إِذا كان أفلاطون قد صنع من فن الجدل  فن الحوار الفلسفي,  فإِن أرسطو  يُعدُّ, حقاً, مبتكر القياس, وواضع قوانينه, وهو أول من اعترف بقيمته في الفكر, ومن حدّد مطابقاته للواقع. فأرسطو, من هذا القبيل, مكمّل لكل من سبقه, ولاسيما لأفلاطون.

    أخذ أرسطو على أفلاطون أنه خلط بين الجدل والفلسفة, وعلى السفسطائيين أنهم أفسدوا فن الجدل: ومع أن الجدل والفلسفة والسفسطة موضوعاً واحداً مشتركاً فيما بينها, فإِن أرسطو يفرق بينها, لأن «الفلسفة تختلف عن الجدل بالقدرة, الجدل يكتفي بامتحان المعرفة, وأما الفلسفة فتهدف إِلى الكشف عن الحقيقة .

    تقود أبحاث أرسطو في الجدل إِلى الاستدلال القياسي القائم على العلاقة المتأصلة بين عالم الأفكار والعالم الحسي, وعلى الروابط الضرورية والتحليلية التي أقامها أرسطو  بين الأشياء. والقياس يسمح بالانتقال من المنطق إِلى الميتافيزيقيا.[


للحصول على مصادر حول الموضوع يمكنكم زيارة متجرنا (كلمة وتكوين ) على الرابط 

https://www.instagram.com/klmwtakween/














































 

تعليقات

إرسال تعليق