سمات عروض مسرح الطفل - مسرحية قطرة المطر انموذجا

 

مسرح الطفل


 

مقدمة  

 مسرح الطفل هو ذلك المسرح الذي يخدم الطفولة سواء أقام به الكبار أم الصغار مادام الهدف هو إمتاع الطفل و الترفيه عنه و إثارة معارفه ووجدانه وحسه الحركي أو تشخيص الطفل لأدوار تمثيلية و لعبية و مواقف درامية للتواصل مع الكبار أو الصغار, و بهذا يكون مسرح الطفل  مختلطا بين الكبار و الصغار, و يعني هذا أن الكبار يؤلفون و  يخرجون للصغار ماداموا يمتلكون مهارات التنشيط و الإخراج و تقنيات إدارة الخشبة ، أما الصغار فيمثلون و يعبرون باللغة و الحركة و يجسدون الشخصيات بطريقة مباشرة أوغير مباشرة  , و من هنا، فمسرح الصغار هو مسرح للطفل مادام الكبار يقومون بعملية التأطير، وهو كذلك مسرح الطفل  إذا كان مسرحا يقوم به الطفل  تمثيلا و إخراجا وتأليفا وهكذا، فمسرح الطفل يعتمد على التقليد والمحاكاة  و الإبداع والخيال . 
 ولا يختلف مسرح الطفل عن مسرح الكبار في اهدافه لكنه يختلف باختلاف طبيعة المتلقي (الطفل) الذي يمر بمراحل نمو عقلي وجسمي ويزداد تركيزه وانتباهه وخزينه اللغوي  مع تقدمه بالعمر .

ويستهدف مسرح الطفل الصغار بين 6-15 سنة وهي اهم فترة نمو في حياة الانسان لذلك وجب على مسرح الطفل او مراعاة سمات  هذه المراحل العمرية وبالتالي صياغة النصوص والعروض.

سمات عرو ض مسرح الطفل :

ان الجانب  البصري ومن بعده السمعي لهما اهمية كبيرة في مسرح الكبار اذ تتحول المفردات اللغوية  الى علامات بصرية وسمعية ذات دلالة على شبة المسرح , وتزداد اهمية الجانبين في عروض مسرح الطفل لاسباب اهمها  التشويق وشد انتباه الطفل وكذلك ضعف الحزين اللغوي لديه اصة في المراحل المبكرة مما يدفع بالمخرجين الى الاستعاضة عنها بصور ملونة مبهرة توصل فكرة العمل للطفل

ولهذا وجب ان تتسم عروض مسرح الطفل بالسمات التالية :

1-    السينوغرافيا : تكتسب السينورافيا اهمية خاصة في مسرح الطفل لانه يميل الى الصور اكثر من الكلام فيجب ان تحوي السينوغرافيا اكبر قدر من الابهار البصري ذا الوان جذابة في المنظر والزي والاضاءة وتنقل الطفل الى عالم مثير .

2-    الموسيقى والمؤثرات : يلعب الجانب السمعي دورا مهما في مسرح الطفل لانه يساعده في تكوين صور ذهنية ولانه غالبا ما يصاحب بالرقص والحركات المحببة للطفل كما ان التنغيم الصوتي في الاغاني والحوار يشد انتباه الطفل اكثر من الكلمات ذاتها ويساعده على فهمها ويؤكد فكرة العمل .

3-    بصورة عامة يجب ان تكون هناك تكاملية في العرض لان الطفل ناقد نافذ البصيرة يشعر باي خلل او مبالغة , وسريع الملل والنفور ان لم تتظافر العناصر كلها نصا وعرا في تشويقه وشد انتباهه , وبالتالي تؤدي الى رسوخ الافكار والقيم التي يبثها العرض المسرحي .

تحليل العينة :

مسرحية ( قطرة المطر) التي قدمتها ادارة مراكز الاطفال والفتيات في الشارقة ,

رابط العرض المسرحي على موقع يوتيوب  

https://www.youtube.com/watch?v=fc981okJMOo

 

 

حكاية المسرحية :

 

تتكون المسرحية من مشهدين ,تدور الاحداث  حول قطرة مطر صغيرة مرحة فنراها في المشهد الاول  ترفض ان تعيش مع باقي قطرات المطر داخل الغيمة لانها تشعر ان الغيمة تتكم بها تحملها وتنزلها متى شاءت , انها تريد ان تعيش كما تشاء وتلعب وتعيش اجمل المغامرات فافترقت عن الغيمة وظلت تلهو لوحدها رغم تحذير الغيمة لها " قطرة بمفردها سوف تضيع " .

وبينما كانت قطرة المطر تغني سعيدة بين الاشجار جاءت نسمة الهواء الحارة تشكو العطش وتبحث عن الماء لكن القطرة اتبات خلف الشجرة لانها تعلم ان الهواء الحار سوف يبخرها ,وكانت الشجرة ايضا تشكو العطش لكن القطرة رفضت ان تسقيها قائلة انها قطرة صغيرة لن تروي عطش الشجرة فقالت لها الشجرة ان على عناصر الطبيعة ان تكمل بعضها وابرتا انها هي ايا تركت صديقاتها الاشجار وقررت العيش وحيدة وهي الان تدفع الثمن وحدة وعطشا , لان الشخص الاناني لا يمكن ان يكسب شيئا .

وفي المشهد الثاني ياتي العصفور الملون وهو يشكو من العطش فقد كان قويا لكنه ضاع عندما افترق عن سربه وهو يوشك على الهلاك من العطش , وترفض القطرة ان تسقيه .

ثم ياتي طفل صغير وهو يتالم من حرقة في عينيه فيقوم بحكها باستمرار رغم ان القطرة تحذره من هذا لان من شانه زيادة الالتهاب وتنصحه بغسل عينيه بالماء النظيف, لكن لا يوجد ماء هنا فيطلب من القطرة ان تغسل عينيه فترفض.

ومرة اخرى تدخل نسمة الهواء الحارة باحثة عن الماء وتطارد الاخرين وهم جميعا موشكون على الهلاك من العطش وحينها تدرك قطرة المطر خطاها وتدرك انها تصرفت بانانية واهتمت باللعب بدلا من  مشاركة باقي القطرات في مساعدة الاخرين والقيام بدورها الذي حددته الطبيعة فتقرر العودة الى غيمتها وهي تغني بسعادة مع الاخرين .

 

 

 

تحليل المسرحية:

1-    فكرة المسرحية بسيطة وجميلة  تجمع الفائدة  التعليمية  (العلمية والتربوية )والتسلية , الفائدة العلمية في تعليم الطفل اهمية الماء للكائنات الحية ,والتربوية في دفع الطفل الى نبذ الانانية والقيام بمساعدة الاخرين ومشاركتهم , وان الوحدة قوة والتفرقة ضعف .

2-    الحكاية : تمت صياغة الافكار السابقة من خلال حكاية جميلة  ذات حبكة واحدة تدور حول مغامرة قامت بها قطرة المطر الظريفة  المرحة .

3-    اللغة والحوار : استدمت اللغة العربية الفصحى وهذا من شانه زيادة الخزين اللغوي للاطفال , وكان الحوار بكلمات واضحة  بسيطة من حيث النطق وسهلة التذكر بالنسبة للطفل .

4-    الشخصيات : عدد الشخصيات كبير نسبيا 6 شخصيات ( القطرة , الغيمة , الشجرة , النسمة , العصفور , الطفل ) اذ من الافضل اختزال شخصيات عروض مسرح الطفل الى اقل من ذلك  لكن بناء الشخصيات جيد فهي شخصيات ايجابية محببة واضحة في افعالها .

5-    مدة العرض 26 دقيقة ( 26:22 بالضبط ) مقسمة الى مشهدين , وهذا مناسب جدا لعروض مسرح الطفل .

6-    استخدم المخرج  سرعة و تنوعا في خطوط الحركة بما يتوافق مع  طبيعة الطفل الميالة للحركة والمرح .

7-    لم يستخدم المخرج منظرا مسرحيا بل استعا عنه بخلفية باللون الازرق الفاتح للدلالة على الماء .

8-    الاضاءة كانت بشكل بقع بيضاء وملونة , كما استخدمت ايضا الاضاءة الفيضية.

9-    الازياء كانت افضل عناصر العرض المسرحي فهي ملونة وزاهية ساعدت الممثلين في اداء ادوارهم وكان زي البطلة (القطرة ) مصمم بشكل قطرة الماء الحقيقية .

10-           استخدام الموسيقى والمؤثرات الصوتية كان محدودا اذ اقتصر على اغنية قطرة المطر التي غنتها  في بداية المسرحية وكررت غنائها في النهاية .

 

 

 



تعليقات