الظاهراتية

 



فلسفة



مقدمة :

الظاهراتية(phenomenology ): فلسفة ظهرت اواخر القرن التاس عشر على يد الفيلسوف وعالم الرياضيات الالماني ادموند هوسرل (1859-1938 ) وكلمة فينومينولوجيا كلمة اغريقية مكونة من مقطعين :

ظاهرة phenomenon 

دراسة logos 

وقد تطورت خلال القرن العشرين على يد تلاميذ هوسرل وانتقلت الى فرنسا والولايات المتحدة واثرت كثيرا في الفلاسفة الوجودين ولها مقاربات مع الفلسفة الشرقية الاسيوية (المرتبطة بالديانتين البوذية والهندوسية ) مما جعلها واسعة الانتشار ومستمرة الى يومنا هذا .


الاسس الفكرية للظاهراتية :

ان جذور مصطلح الظاهراتية اقدم من ظهورها , اذ نجده عند( لمبرت) في كتابه الاسس الظاهراتية للفلسفة التجريبية ونجده عند الفلاسفة المثاليين فقد ميز (كانط)’بين عالمين عالم ظاهر الاشياء ( الفينومينا ) وهو الذذي يرتبط  بادراكنا , وعالم باطن الاشياء (النومينا ) الذي لا يصل اليه ادراكنا .

اما عند( هيغل) فنجد المصطلح في كتابه الشهير (ظاهريات الروح ) اذ يرى (هيغل) ان فهم الظواهر مرحلة مهمة من مراحل الوصول الى فهم الحقيقة او فهم الروح المطلق .





المبادئ الاساسية للظاهراتية :

القصدية :اخذ (هوسرل ) المصطلح من استاذه (برنتانو ) , لقد كانت الفلسفة المثالية تعطي اولوية للوعي بالشيء قبل وجوده بينما كانت الفلسفة المادية تعطي الاولوية لوجود الشيء قبل الوعي به .

اما (هوسرل )فيربط الاثنان معا في وحدة واحدة فالوعي وعي قصدي , اذ نحن نعي الشيء لانه موجود ,والوعي لايمكن تحديده الا بوجود شيء .

ظاهر الشيء وماهيته : لقد اكد (كانط) ان وعي الانسان مرتبط بعالم (الفينومينا ) او الظواهر اما ماهية الشيء فلا يصل اليها الانسان لانها موجودة فقط في (النومينا ) اي عالم البواطن .

اما (هوسرل )فيدحض هذا الراي ويرى ان ظاهر الشيء وماهيته مرتبطان معا ولا يمكن فصلهما او دراسة احدهما بمعزل عن الاخر .


الشعور : الشعور عند (هوسرل ) يتضمن جانبين الاول حسي يرتبط بشكل الاشياء والاخر عقلي يرتبط بمضامينها وعند تكامل المدركات الحسية والعقلية في وحدة الشعور تتحقق وحدة الشكل والمضمون التي هي  اساس  العملية الابداعية .

وحدة الجزء والكل : ان وعينا بالشي كشيء متكامل يساوي وعينا بالاجزاء المكونة له وهو مفهوم علمي ينطلق من فكرة المنظور الذي هو تجميع للمساقط المختلفة .





خطوات تطبيق الظاهراتية  :

تعليق الحكم : اي عدم اصدار احكام قبلية اي ان الظاهرة تصبح متعالية عن المعرفة الفطرية لدى الانسان , اي لا نحكم على شيء الا بعد  الوصول الى ماهيته وهو امر مهم اصة في العلوم الطبيعية .

التكوين : مرحلة ظهور الشعور .

الايضاح : البحث عن وسائل لنقل الشعور.


  ويبدو هذا اكثر اهمية في مجالات الابداع الفني والادبي ففيه يتم اختيار الوسائل التي  ينقل بواسطتها المبدع هذا الشعور الى المتلقي .



تطبيقات الظاهراتية في المسرح :


الظاهراتية حاضرة بقوة في المسرح   , فكل عرض مسرحي له قصدية معينة تأتي من النص ومن ذات المبدع ( المؤلف والمخرج ) وهذه  القصدية تناظر مفهوم فني في العمل هو( الهدف الاعلى ) الذي يبثه لنا العرض المسرحي وفق رؤية المخرج وقرائته وفهمه للاحداث من خلال احالتها للتاريخ  الفلسفي لان الفلسفة اوسع نطاقا من التاريخ  .

وهي ترتبط بأداء الممثل لان شعور الممثل يتأتى من ادراكه الحسي والعقلي وينتظم في شكل الاداء الذي يتوحد مع مضامين العمل التي يوصلها الى المتلقي 

تعليقات