روافد المسرح اللاارسطي ماكس راينهارت واروين
بسكاتور .
المسرح اللاارسطي : هو المسرح القائم على مخاطبة عقول الجماهير
واشراكها في العرض المسرحي(هدم الجدار
الرابع ) ,يرفض البناء الدرامي التقليدي
(بداية –وسط نهاية ) والتطهير (لأنه يخاطب العقل لا العاطفة ) وتقمص
الشخصية الدرامية من قبل الممثل .
راينهارت وبسكاتور
يربط الباحثون في الغالب بين ثلاثة اسماء
(راينهارت , بسكاتور و بريخت ) وهذا الربط ليس عشوائيا او من قبيل الصدفة فهم
اعمدة المسرح الالماني في النصف الاول من
القرن العشرين وقدم تميزوا بغزارة الانتاج والابداع والتجديد وقدموا اعمالا
وانجازات مسرحية لها صداها في العالم كله وتأثر بهم المخرجون المعاصرون لهم والذين
اتوا بعدهم في اوروبا والعالم .
ماكس راينهارت (1873-1943)
بدأ حياته ممثلا في فرقة (اوتو برام )_المخرج
الالماني الكبير ورائد الطبيعية في المسرح الالماني _ ثم تحول الى الاخراج ساهمت
اعماله في جعل برلين احد المراكز المسرحية المهمة في اوروبا .
تكمن اهمية راينهارت في المسرح من خلال :
1-
انشاؤه ل(مسرح العروض الضخمة ) الذي ضم (مسرحا صغيرا
للعروض الواقعية )و(مسرح اكبر للعروض الكلاسيكية )و(مسرح مدرج للعروض الملحمية
)والذي انشأ مسرح لندن على غراره ..1
2-
اهتمامه الكبير بالتقنيات المسرحية بكل انواعها اذ غيرت
نتاجاته تكنولوجيا التقنيات المسرحية حول العالم.
3-
تقديمه للعديد من العروض في الساحات العامة
والكاتدرائيات وسفوح الجبال والسيرك في
خروج عن مسرح العلبة ينطلق من فكرته بأن مضمون
العرض المسرح يفرض المكان الذي يقدم به ..2
4-
اهتمامه الكبير بال(script)المتكامل
الذي كان يدون به ادق التفاصيل والملاحظات طوال فترة التمرين .
5-
اهم النقاط التي ابتعد بها راينهارت عن المسرح الارسطي
هي عدم تقديس النص بل اخذ الفكرة الواضحة
له وتقليص الحوار واختزاله الى جمل قصيرة معبرة ترافقها الحركة المناسبة
لها .
6-
رغم ان( فاغنر) دعا الى مسرح شامل يضم كل الفنون وايده
نيتشه في ذلك الا ان اعمال راينهارت كانت تطبيقا عمليا للمسرح الشامل وكانت في
تنوع اشكالها ومضامينها تفاجىء الجمهور
بأستمرار واصبحت مصدر الهام لمعظم التيارات المسرحية المعاصرة ...3
7- تنوع النصوص التي قدمها في اعماله اذ قدم
الكلاسيكيات الاغريقية والرومانية واعمال شكسبير ابسن وستراندبيرغ .
8-
عمل معه وتأثر به العديد من المخرجين مثل جسنر وبسكاتور
وبريخت .
اروين بسكاتور (1893-1966)
مخرج وممثل مسرحي الماني, تاثر في بداياته
بالتعبيرية , اساس عمله هو (التعليمية المعززة بالوثيقة التاريخية )لذا اعتبر
رائدا للمسرح الوثائقي السياسي .
واذا كان بريخت مؤسسا للمسرح الملحمي على
مستوى النص فان بسكاتور كان اول من قدمه على مستوى الانتاج...4
تكمن اهمية بسكاتور كمخرج في:
1-
المضامين الفكرية والسياسية المتعددة التي تحملها اعماله
واهمها رفض الحرب والتي جاءت من تجربته الشخصية عندما كان جنديا في الحرب العالمية
الاولى والدمار الهائل الذي لحق ببلده وطرح هذه المضامين باسلوب واضح .
2-
اهتمامه بجعل المسرح اقرب الى عامة الناس بعد ان كان
مقتصرا على النخب المثقفة البرجوازية من خلال تخفيض اسعار التذاكر اولا ثم انشاء
المسرح البروليتاري عام 1919 ثانيا ...5
3- التنوع في استخدام النصوص المسرحية, وتقديم
الكلاسيكيات الاغريقية ومسرحيات شكسبير وموليير وابسن يوجين اونيل وغيرهم لكن بروح
معاصرة .
4-
ابدع في توظيف التقنيات المسرحيات واستغل الفضاء المسرحي
افقيا وعموديا واستخدم المناظر المستوية والمجسمة وادخل تقنيات جديدة مثل اللوحات المكتوبة والصحافة
المقروءة والسلايدات والارضيات الشفافة والافلام السينمائية .
5-
دعم فكرة مسرحه السياسي بمقالات صحفية وكتيبات كانت توزع
في عروضه على الجمهور ثم الف كتابه (المسرح السياسي )عام 1930 ثم ملحق لهذا الكتاب
عام 1960 تضمن خلاصة تجربته السياسية والفنية ..6
الهوامش :
1-
]ينظر المسرح التجريبي /تاليف جيمز روز ايفنز
/ترجمة انعام نجم جابر /دار المامون للترجمة والنشر /بغداد 2007[.ص
98
2-
ينظر المصدر السابق ص 101 .
3-
ينظر محاضرات كلية الفنون الجميلة /جامعة بابل /
قسم التربية الفنية
4-
ينظر المسرح التجريبي مصدر سابق ص 102
5-
ينظر ]المخرج في المسرح المعاصر/ سعد اردش /سلسلة عالم المعرفة
/الكويت /1998 [ص 143
6-
المصدر السابق ص 145
تعليقات
إرسال تعليق