التاريخ بعيون بوليوود

 

ديليب كومار

            لقطة من فيلم اعظم المغول تجمع ديليب كومار (الامير سليم ) ومادهوبالا (اناركلي )

                                     الصورة من موقع التلفزيون الهندي NDTV


للهند تاريخ عريق وحافل اذ تعاقبت على ارضها الشاسعة حضارات ودول وتعددت فيها الاديان والقوميات واللغات ,تداخلت وانصهرت لتخرج لنا الهند المعاصرة ثاني اكبر دول العالم من حيث السكان واحدى اقوى الاقتصادات في اسيا والعالم .

ولصناعة السينما الهندية التي يطلق عليها (بوليوود ) تاريخ عريق ايضا  يمتد الى العام 1913 حين ظهر اول فيلم هندي صامت وهو فيلم ( راجا هاريستشاندرا ) الذي اخرجه (دادا ساهب بلكي ) .

وللسينما الهندية سمات مميزة منها غزارة انتاجها الذي يصل الى 1000 فيلم سنويا واعتمادها على الرقص والاغاني والموسيقى التقليدية والحديثة وقصص الحب الملهمة مع بساطة الحبكة والاحداث , اما الافلام التاريخية فهي قليلة نسبة الى عدد الافلام المنتجة كما هي الحال في معظم دول العالم لصعوبة الانتاج وكلفته ورغم ذلك قدمت لنا السينما الهندية افلاما تاريخية قيمة نالت اعجاب الجمهور حول العالم وحصدت الكثير من الجوائز منها :

1-   اعظم المغول 1960:يعود الفيلم بنا الى عهد امبراطورية المغول متناولا  قصة حب غير مؤكدة تاريخيا بين الاميرالمغولي المسلم سليم الذي اصبح فيما بعد الامبراطور (جهانكير )وراقصة القصر( اناركلي) تلك القصة التي رفضها والده الامبراطور اكبر, لكن قصة حبهما بقيت خالدة حتى يومنا هذا ,رغم مروراكثر من 60 عاما على صدوره لا زال هذا الفيلم التاريخي يتصدر قائمة اشهر وافضل الافلام التاريخية في الهند , الاخراج المتميز للمخرج( اصف) والاداء المبهر لكادر الفيلم (ديليب كومار ), (بريتفيراج كابور ) و (مادهوبالا) والانتاج الضخم اضافة للازياء والموسيقى والاغاني جعلت الفيلم يحصد عشرات الجوائز في الهند وحول العالم ويكون في المركز الاول  ضمن افضل 100 فيلم في تاريخ السينما الهندية .

2-   اشوكا2001: هذا الفيلم يعود بنا الى حقبة ابعد  وتحديدا الى عهد مملكة (موريا) الشهيرة قبل الميلاد ويتناول سيرة  اشهر حكامها الامبراطور اشوكا التي تبدا بامير طموح ومقاتل شرس وتنتهي باعتناقه البوذيه ونبذ الحروب والعنف . لم ينجح الفيلم كثيرا في شباك التذاكر ولم يعجب النقاد  لاسباب عدة منها المغالطات التاريخية الكثيرة  ورغم ان بطلي الفيلم (شاهروخ خان) ) و(كارينا كابور) من اشهر نجوم السينما الهندية الا انه الفيلم التاريخي الاول لكليهما فلم يكن اداؤهما مقنعا للجمهور والنقاد  .

 

3-   جودها اكبر 2007 : فيلم اخر يعود بنا الى عهد امبراطورية المغول وهو سيرة ذاتية للامبراطور جلال الدين محمد اكبر , حصد الفيلم العديد من الجوائز داخل وخارج الهند ونجح في شباك التذاكر وقد اثنى النقاد على الاخراج   واداء البطلين  (هريثيك روشان ) و (ايشواريا راي ) لكنهم انتقدوا التركيز على قصة الحب بين البطلين دون انجازات اكبر الاصلاحية في بداية عهده والتغاضي عن ابتداعه دينا جديدا منحرفا بذلك عن الشريعة الاسلامية  .

 

4-   باجيروا ماستاني 2015: الفيلم ياخذنا الى مملكة (مراثا) في وسط غرب الهند (قرب مومباي حاليا ) في القرن الثامن عشر ويتناول قصة الحب بين وزيرها وقائدها (بيشوا باجيراو) والاميرة المسلمة (ماستاني)  اثنى النقاد على الدقة التاريخية للفيلم وعلى الاخراج والانتاج واداء الابطال (رانفير سينغ)  (ديبيكا بادوكون )و(بريانكا تشوبرا ) وقد حصد الفيلم عشرات الجوائز داخل وخارج الهند وحقق نجاحا كبيرا في شباك التذاكر .

 

5-   بادمافات 2018 : تقع احداث الفيلم  في عهد سلالة دلهي المسلمة مطلع القرن الثالث عشر واحدى حروبها مع مملكة (ميوار) الراجبوتية شمال الهند , نجح الفيلم في شباك التذاكر خاصة مع الاداء المتميزلبطليه (رانفير سينغ )و(ديبيكا بادوكون) لكنه لم ينجح على المستوى الفني والنقدي بسبب الكثير من الاخطاء التاريخية اهمهااعتماده على قصيدة مكتوبة تصف جمال الملكة (بادمافات ) دون دراسة الحقبة التاريخية المهمة وتصوير شخصية الحاكم المسلم (علاء الدين خلجي) كشخص همجي  متوحش بلا اخلاق ولا ضمير على عكس الصورة المعروفة عنه تاريخيا كحاكم قوي قام بالعديد من الاصلاحات السياسية والاقتصادية والعسكرية مع حبه الكبير للشعر والفن والعمارة وازدهارها في عهده .

 

 

 

 

 


تعليقات