التداخل الثقافي واثره في المسرح

 


التداخل الثقافي


 

دفعت الحربان العالميتان وما اعقبها  من ازمات اقتصادية واجتماعية وثقافية، دفعت المسرحيين للبحث عن لغة جديدة للمسرح تستطيع ان تستوعب هذه التغيرات من جهة ومن جهة اخرى تكون وسيلة جديدة للتحاور والتواصل.

وباستثناء المدرسية الروسية في اعداد الممثل التي تبلورت على يد (ستانسلافسكي) فان معظم المسارح الاوربية عانت من جمود اساليب اداء الممثل التي اصبحت بشكل قوالب او كليشيهات آلية بعيدة عن الصدق والابداع، فكان الانفتاح الثقافي وسيلة لاكتشاف اساليب اداء مميزة خاصة تلك الموجودة في المسرح الشرقي الاسيوي.

(ان مصطلح التداخل الثقافي مصطلح خاضع للنقاش ويأتي بصيغ مخلفة مثل (التهجين الثقافي او الثقافي المتحول وغيرها), وينظر اليه احيانا على انه صيغة امبريالية جديدة ويرى اخرون مثل المخرجين الذين قاموا بتطبيقه ك (بيتر بروك) ان هذا التداخل يحمل امكانية في انشاء مدينة فاضلة يجتمع فيها ممثلون من خلفيات ثقافية مختلفة باحثين عن قيم انسانية مشتركة،لكنه ضرورة من ضرورات المسرح لأنه يحمل امكانية التفاعل وواسطة تعدد التموضعات الثقافية)

 وهذا التبادل الثقافي عملية صعبة نظريا وعمليا وهذه الصعوبة دفعت بالكثير من المخرجين للبحث عن مقاربات بين نتاجاتهم وجذور المسرح اليوناني الطقسية الديونسوسية واساطير الالهة وملاحم ابطال اثينا وطروادة فحدثت عودة الى منابع الدراما او ما يسمى الانماط الاصلية الثقافية، ثم البحث بعد ذلك في تاريخ الشعوب الاخرى عن الاساطير والملاحم والأشكال الأدائية والتعبيرية في الطقوس الدينية والممارسات اليومية التي يمكن توظيفها في العرض المسرحي.

ان التداخل الثقافي ليس مبدا ثقافياً فقط بل مبدأً انساني طبيعي اذ يرى ( ميخائيل باختين):

(ان من المستحيل ان يدرك الانسان ذاته بصورة منفصلة عن الاخرين. ولذلك اقتبس مصطلحاً فلسفياً المانياً من كتاب(الجماليات الالمانية) لـ(جوناس كوهين) هو  transgredient)) وهو مصطلح مركب يعني التكامل عن طريق الاخر مشيرا بذلك الى  ان عناصر الوعي  اغلبها خارج الوعي ذاته لكنها ضرورية ليحقق اكتماله)

ثم بعد ذلك تطورت المفاهيم التي تعني بالتبادل الثقافي بدأً من صراع الحضارات حتى مصطلح المثاقفة والعولمة، وبذلك تطلب الامر وجود علوم تعني بدراسة المجتمعات المتنوعة وعاداتها وسلوكياتها وطرائق التعبير عن حاجاتها حتى ظهر ظهرت علوم الانثروبولوجيا التي كان لدراساتها وبحوثها الأثر الأكبر في التبادل المعرفي بين شعوب العالم من خلال تأشير المقتربات الانسانية المشتركة.

ان (جيمس فريزر) هو من اشر دور الانثروبولوجيا في فكرة نشوء الفن المسرحي عن الممارسة الطقسية الدينية، وهناك بالفعل قواسم مشتركة بين الطقس والمسرح مثل مبدا المحاكاة وكونهما فعل جماعي واستخدام الرقص والموسيقى والاقنعة فيهما.

للمزيد من المعلومات يمكنكم الاطلاع على المصدر الموجود في متجرنا (كلمة وتكوين ) على الرابط  التالي

https://www.instagram.com/p/C5mGp3-MpRF/?hl=ar





تعليقات