الفلكلور في الادب والفن

 




فلكلور


يعرف الفولكلور على أنه " عادات شعب و تقاليده الراسخة وحكاياته واقواله المأثورة المحفوظة المتناقلة شفهيا في معظمها. والكلمة لا تنطبق على التناقل الشفهي فحسب بل تنطبق ايضا على السجلات المكتوبة للتقاليد والادب والحرف اليدوية والعادات الشعبية. ونجد الكثير من الفلكلور في الاشعار القصصية وملاحم الحيوان وقصص الجان والامثال والحكم والاساطير والحكايات والالغاز "([1]).

وتختلف اراء الباحثين في اعتبار الفلكلور علما قائما بذاته او جزءا من الاثنولوجيا، اذ يرفض علماء الفلكلور اعتباره جزءا من الاثنولوجيا ويعتبرونه علما مستقلا بذاته ، بينما يعتبره الاثنولوجيون جزءا لا يتجزأ منها.

(اذ تؤكد النظرية الفلكلورية الجديدة neo-folkorisme ان الظواهر الفلكلورية ظواهر اجتماعية ويجب دراستها من وجهة نظر اجتماعية وظيفية) ([2])

 (بينما يعتبرها علماء المدرسة الانثروبولوجية الامريكية جزءا من الانثروبولوجيا)([3])

   ويبدو الراي الثاني اقرب للصواب  لأنه بالعودة الى التعريف العلمي لكل من الاثنولوجيا والفلكلور نرى ان الاثنولوجيا تدرس الثقافة بمعناها الواسع والشمولي الذي يضم المعارف والفنون والآداب بينما يتناول الفلكلور العادات والفنون والآداب المرتبطة بالشعب او الشعبية اي انه يتناول جزءا من الكل الذي تتناوله الاثنولوجيا وبالتالي فهو جزء منها.

 يقسم الفلكلور وفقا للتعريف  الى خمس اقسام رئيسية:

1.     الادب الشعبي (الملاحم، الشعر الشعبي، الحكاية الشعبية، الحكم والامثال والالغاز, الخرافة).

2.     الفنون الشعبية (الازياء الشعبية، الاغاني والموسيقى، الرقص الشعبي).

3.     المعتقدات الشعبية غير الدينية.

4.     العادات والتقاليد.

5.     الصناعات الشعبية.


لوحة فلكلورية لفرقة الفنون الشعبية العراقية 

https://www.youtube.com/watch?v=ldChf1ERjZc

أخذت الاساطير الكثير من اهتمام علماء الفلكلور اذ يعتبرونها اساس اًلأدب الشعبي خاصة الحكاية الشعبية والخرافة، ويعتقد (فلادمير بروب)* ان الاسطورة هي الشكل الاسبق للحكاية الشعبية لكنه لا يجزم بذلك بسبب تخصصه الادبي الذي يخلو من البعد التاريخي في الدراسة، اما (شتراوس) فيجزم ان الحكاية هي اسطورة مصغرة ضعفت فيها الحبكة وغيرت التقابلات من مكانها فيها على نطاق صغير, كما ان الحكاية اقل خضوع من الاسطورة للنظام الثلاثي المكون من الترابط المنطقي والاستقامة الدينية والضغط الاجتماعي)([4]).

أما الخرافة فان (الباحثين الالمان يرون ان الخرافات بصورة عامة وحكايات الجن ليست من اصل اسطوري بل من اصل اري وان موطنها هو غرب اسيا (الهند وافغانستان وايران) وانها انتقلت الى الشرق الاوسط عن طريق التجارة ومنها الى اوروبا دون تقديم ما يثبت ذلك)

ورغم اهمية الادب الشعبي والفنون الشعبية وما تحمله من قيم جمالية وفنية يجعلها مادة خصبة للأعمال الفنية المعاصرة، الا ان العادات والتقاليد اخذت نصيبا اكبر من اهتمام الباحثين في الفلكلور.  ان وراء هذا الاهتمام اسباب عديدة لعل أهمها:

 

1.   ارتباطها بالنظام الاجتماعي بصورة عامة والبناء القبلي والقرابة بصورة خاصة.

2.   ارتباطها الشديد بالحياة اليومية.

3.   انها فعل جماعي يملك القوة على توحيد المجتمع مثل الطقوس او الشعائر الدينية.

 

ان اهمية الفلكلور تكمن في كونه كيان حي يستمد وجوده وديمومته من تفاعله مع حاجات الناس واساليب معيشتهم وتفكيرهم وبكون هذا كرة تحفظ الكثير مما فقده التاريخ وتعطي هوية مميزة للمجتمع،ودراسته وفق المناهج العلمية تضمن المحافظة عليه من الضياع واستثماره ثقافيا ومنع تسيبه وسوء استخدامه.

للمزيد من المعلومات يمكنكم تحميل الكتاب التالي 

https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D9%85%D8%B9%D8%AC%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%88%D9%84%D9%83%D9%84%D9%88%D8%B1-%D9%85%D8%B9-%D9%85%D8%B3%D8%B1%D8%AF-%D8%A5%D9%86%D8%AC%D9%84%D9%8A%D8%B2%D9%8A-%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A-pdf

([1]) ابراهيم فتحي، معجم المصطلحات الادبية، الموسوعة العربية للناشرين المتحدين، 1986, ص 267 .

([2]) ينظر: معجم الاثنولوجيا والفلكلور ص291.

([3]) ينظر: موقع ا لموسوعة الحرة على شبكة الانترنيت وعلى:

 الرابط https://en.wikipedia.org/wiki/Folklore

*

([4]) شتراوس الانثروبولوجية البنيوية  ص ص 171, 188 .



تعليقات