ملخص كتاب -المسرح التجريبي

 



نسختي من الكتاب (التي احتفظ بها منذ17 سنة ) وقد اهلكتها  بحثا وتلخيصا حتى وصلت لهذا الشكل 😄

 

كتاب المسرح التجريبي من ستانسلافسكي الى بيتر بروك /تاليف :جيمز روز ايفنز /ترجمة انعام عبد جابر/ دار المامون للنشر والترجمة /بغداد 2007  .

الكتاب حاصل على تقييم 4.2/5 على موقعgood reads 

يتكون الكتاب من مقدمة وخاتمة و18 فصلا وتتضمن دراسة للمسرح العالمي منذ اواخر القرن التاسع حتى الان مستعرضا اهم المخرجين واسهاماتهم في المسرح .

من اهم الكتب في مجال المسرح واكثرها مبيعا , يبلغ تقييمه 4.18 على موقع good reads 

بعد المقدمة التي تناول فيها المسرح بشكل عام يفرد الفصل الثاني لقسطنطين ستانسلافسكي المخرج والممثل ورائد الواقعية في المسرح الروسي وكيف اسس مع زميله دانتشنكو مسرح موسكو الفني الذي لازال موجودا الى يومنا هذا وكيف تعامل مع النصوص العالمية وكيف درب ممثليه وفق نظامه المسمى (الطريقة ) والذي تحدث عنه في كتابه الشهير اعداد الممثل والي يمكن تلخيص اهم النقاط فيه :

(الفعل المسرحي المستند الى لو سحرية ,الخيال ,تركيز الانتباه ,الاسترخاء ,الوحدات والاهداف ,الايمان والا حساس بالصدق ,الذاكرة الانفعالية ,الاتصال الوجداني ,الاتصال الوجداني , التكيف ,الخط المتصل ,القوة المحركة الداخلية ,حالة الابداع الداخلية , الهدف الاعلى ) .

ويستمر الحديث عن ستانسلافسكي في الفصل الثالث  اثناء حديثه عن الواقعية  ويبين لنا الفروق بين واقعية ستانسلافسكي النفسية وبين واقعية مخرجين اخرين (الدوق ساكس ميننغن ) المعروف بالدقة التاريخية  و (اندريه انطوان ) رائد الطبيعية الفرنسية ومؤسس المسرح الحر .

في الفصل الرابع يتحدث الكاتب عن الطليعية الروسية التي جاءت كرد فعل رافض للواقعية ويسهب في الحديث عن مخرجين من ابرز روادها فسفولد مايرهولد ونيكولاي افرينوف .

تبرز اهمية مايرهولد في :

التصرف في النص :على عكس المدرسة الواقعية كان( مايرهولد ) يؤمن ان المخرج هو  المؤلف الحقيقي للنص لكنه لم يمانع في حضور المؤلف الاصلي للتمارين وابداء الرأي .

في مفهومه للميزانسين : لم يعتبر اهمية الميزانسين بالمقدار الحرفي بل بالرشاقة والمهارة والتمازج (اذ هناك مكان للحركة وللسكون وللحركة الموضعية ) واهتم بال (خط ,الشكل والكتلة ).

عدم معاملة المتلقي كمتفرج سلبي بل كمشارك حقيقي في العمل الفني اذ الغى الاضاءة الامامية والغى الحاجز بين الخشبة والصالة وتجاوز الجدار الرابع ,بل انه قدم الكثير من المشاهد في الصالة وبين الجمهور .

1-    لم يعتمد الفعل الداخلي بل الفعل الانعكاسي اساسا لاداء الممثل ,اما في ايصال الفكرة فكان يعتبر الحركة باعثا ومحفزا للشعور وفق المسار التالي :-

الحركة_________ الفكرة ___________الكلمة

 

  

اما نيكولاي افرينوف الذي كان مساعدا لمايرهولد  الذي قدم عروضا ضخمة ومسرحات من العصور الوسطى ذات اعداد كبيرة من الممثلين والمجاميع لكنه كان اكثر انفتاحا في التعامل مع ممثليه من مايرهولد الذي كان قاسيا في تنفيذذ نظامه عليهم .

يتحدث الفصل الخامس عن مخرج روسي كبير هو الكسندر تايروف الذي فكر بشكل جديد للمسرح وجاء لنا ب(المسرح التركيبي ) الذي يجمع فنون الرقص والباليه والاوبرا ومسرح المنوعات والذي كان ملهما للكثير من التيارات المسرحية المعصصرة وقد اسس (مسرح الكاميرني ا) دعما لفكرة مسرحه هذا .وقد انفرد بأستخدام الماكياج بطريقة غريبة تصبح علامة بارزة للشخصية الدرامية .

اما الفصل السادس فهو ايضا لمخرج روسي مهم هو يفجيني فاختانغوف الذي استطاع رغم مشواره الفني القصير ان يقدم 3 من روائع المسرح العالمي (الارواح الميتة )(تورنادو ) و (ايريك الرابع عشر ) .

لم يكن فاختانغوف مؤيدا بشكل كامل لستانسلافسكي في واقعيته ولكنه لم يتمرد عليها بالكامل كما فعل مايرهولد بل حاول الانتقاء منهما وخرج لنا بما يسمى (الواقعية السحرية ) التي ميزته بأنه :

1-    لم يكن يولي( الظروف المعطاة ) التي اكد عليها ستانسلافسكي اهمية كبيرة بل ان الاهمية الاكبر لخيال الممثل وحدسه الذي يقوده الى تبرير افعال الشخصية .

2-    ان واقعية فاختانغوف السحرية اكثر انتقائية للحياة  من الواقعية حيث تاخذ المواقف الاهم والافعال الاهم وتقدمها على المسرح .

3-    كان متزمتا في تقمص الممثل للشخصية الدرامية واكد في تدريباته مع الممثلين على الاستغراق الكامل في تبني افكار ومشاعر الشخصية .

 .

الفصل السابع يتحدث عن مخرجين كبيرين (ادوارد غوردون كريج ) والمخرج السويسري (ادولف ابيا) ويجمع بينهما بصفة الحالمان فقد كانت اعمالهما اقرب الى الحلم  بسبب الطريقة المميزة التي تعاملا بها مع التقنيات وخاصة الاضاءة لكن الفرق بينهما ان اهتمام ابيا الكبير بالاضاء والموسيقى الذي وضحه في كتابه الموسيقى والاخراج ) لم يقلل من اهمية الممثل في العرض اما كريج فقد حجم دور الممثل للقيام بالتشكيلات البصرية والحركية مع دمى كبيرة وصغيرة الحجم .

 

اما الفصل الثامن فكان للمخرج والممثل والناقد الفرنسي  (جاك كوبو ) الذي بحث عن الينابيع الاولى للبساطة والعفوية في الاداء مع اختزال للتقنيات المسرحية  واسس  مسرح (فيو كولومبيه ) الذي كان رغم عمره القصير من اهم المسارح الاوروبية وانبثقت عنه فرق مسرحية مهمة مثل فرقة الخمسة  عشرة .

يأخذ المسرح الالماني الفصل التاسع من الكتاب , متمثلا بمخرجيه البارزين ماكس راينهارت ,اروين بسكاتور وبرتولد بريخت .

راينهارت الذي كان ممثلا في فرقة المخرج الالماني الكبير (اوتو برام ) ثم تحول الى الاخراج ورفد المسرح الالماني بأنجازات مهمة منها :

1-    انشاؤه ل(مسرح العروض الضخمة ) الذي ضم (مسرحا صغيرا للعروض الواقعية )و(مسرح اكبر للعروض الكلاسيكية )و(مسرح مدرج للعروض الملحمية )والذي انشأ مسرح لندن على غراره ..1

2-    اهتمامه الكبير بالتقنيات المسرحية بكل انواعها اذ غيرت نتاجاته تكنولوجيا التقنيات المسرحية حول العالم.

3-    تقديمه للعديد من العروض في الساحات العامة والكاتدرائيات وسفوح الجبال والسيرك  في خروج عن مسرح العلبة ينطلق من فكرته بأن مضمون  العرض المسرح يفرض المكان الذي يقدم به ..  

اما بسكاتور  الذي يعتبر رائدا للمسرح السياسي فقد قدم الاسهامات التالية:

 

1-    المضامين الفكرية والسياسية المتعددة التي تحملها اعماله واهمها رفض الحرب والتي جاءت من تجربته الشخصية عندما كان جنديا في الحرب العالمية الاولى والدمار الهائل الذي لحق ببلده وطرح هذه المضامين باسلوب واضح .

2-    اهتمامه بجعل المسرح اقرب الى عامة الناس بعد ان كان مقتصرا على النخب المثقفة البرجوازية من خلال تخفيض اسعار التذاكر اولا ثم انشاء المسرح البروليتاري عام 1919 ثانيا ..

3-    ابدع في توظيف التقنيات المسرحيات واستغل الفضاء المسرحي افقيا وعموديا واستخدم المناظر المستوية والمجسمة  وادخل تقنيات جديدة مثل اللوحات المكتوبة والصحافة المقروءة والسلايدات والارضيات الشفافة والافلام السينمائية  .

 

ولا يكتمل الحديث عن المسرح الالماني بدون  بريخت الكاتب والمخرج و صاحب  (المسرح الملحمي ) الذي يمتاز اسلوبه ب:

1-    اعتماد الحكاية الشعبية التي يناقشها مع الجمهور مخاطبا عقله لا عواطفه  .

2-    مسرح تعليمي وليس ترفيهي

3-    لا يعتمد البناء الدرامي الارسطي (بداية –وسط – نهاية ) بل مشاهد منفصلة تربطها الفكرة .

4-    كسر الايهام  من خلال عدم تقمص الممثل للشخصية بل الوقوف خارجها والتعليق عليها  ومشاركة الجمهور في الحدث وعدم وجود الجدار الرابع .

5-    فصل العناصر : لكل عنصر اهمية تتمحور حول نفسها .

6-    اعتماد التغريب اي جعل الغريب مألوفا والمألوف غريبا بأستخدام وسائل متعددة مثل شخصية الراوي واللوحات المكتوبة والسلايدات والاغاني .

 

يجمع الفصل العاشر بين ثلاثة مخرجين هم :انطون ارتو ,نيكولاي اخلوبكوف  وجيروم سفاري وتربط بينهم طريقة توظيف الفضاء المسرحي رغم اختلاف اسلوبهم الاخراجي .

المخرج الفرنسي فانطون ارتو كان متأثرا بالفنون التشكيلية ودارسها الحديثة كالسريالية والتكعيبية ومزجها بالرقص الاسيوي .

سمي مسرحه (مسرح القسوة ) لانه يركز على العالم الداخلي للمشاعر (الايجابية والسلبية ويظهرها كما هي .واعاد للكلمة والايماءة مكانتها وقلص الحوار .

اعطى اهمية للمخرج والممثل والنص  دون تبعية مطلقة له على حد سواء واستخدم الاضاءة بشكل ومضات واستغل الفضاء وصالة العرض المسرحي واستخدم اكثر من منصة .

اما جيروم سفاري فقد كان شديد التاُر ب(ارتو ) واسس في الستينات (مسرح الفزع ) ثم اسس مسرح (سيرك السحر الكبير ) الذي يعتمد الارتجال ويقسم الخشبة الى فضاءات بأستخدام البطانيات  والحبال وعزلها عن بعضها بأستخدام الضوء ..

 

  يتحدث الفصل الحادي عشر عن احد الفنون الادائية وهو الرقص الذي ساهم دائما في تطوير المسرح ويتحدث عن اثنين من اهم رواده في الولايات المتحدة مارثا غريام والوين نيكوليه .

امن الاثنان بأن الحركة الاجمل والاصدق هي تلك النابعة من عمق الشعور الانساني ولهذا درسا نظريات علم النفس دراسة معمقة للوصول الى الحركة التي تجسد العواطف التي تعجز عنها الكلمات

 

اما الفصل الثاني فيتحدث عن التجارب المعاصرة في المسرح الامريكي المعاصرة مثل جماعة المسرح الحي الذي يعتمد الطقسية والارتجال  تأسس عام 1964 على يد (جوليان بيك وجوديت مالينا )  والمسرح البيئي الذي اسسه (ريتشارد شيشنر ) الذي يعتمد ايضا الطقسية والارتجال   .

وفي الفصل الثالث عشر نبقى ضمن نطاق المسرح الامريكي والتيارات المعاصرة فيه واهمها مسرح الخبز والدمى الذي اسسه (بيتر شومان ) والذي يتميز بتقديم عروضه  الارتجالية في الشارع بمشاركة عدد كبير من الممثلين ومن ضمنهم الهواة ومعهم دمى كبيرة الحجم وبعد انتهاء العروض يقومون بتوزيع الخبز على الناس .

وفي الفصل الرابع عشر ينعود الى الرقص مع مصممة الرقص الامريكية انا هالبرن مؤسسة (ورشة الراقصين ) التي كانت تعتمد الفنون التشكيلية اساسا لابتكار الحركة مع الارتجال والتمرين المتواصل لبناء العرض المسرحي .

وفي الفصلين الخامس عشر والسادس عشر  نعود الى شرق اوروبا وتحديدا الى مخرج كبير في المسرح البولوني (جيرزي غروتوفسكي ) الذي  يقارنه بيتر بروك بستانسلافسكي من حيث بحثه الدؤوب في فن التمثيل ,كان يرى المسرح فنا رهبانيا شاملا واسس (مختبر المسرح ) الذي يعتمد على تطوير مهارات الممثل الحركية والصوتية والتنفسية  عبر تمارين يومية مكثفة وصارمة تضمنها كتابه الشهير (نحو مسرح فقير) .

يتحدث الفصل السابع عشر عن (يوجينو باربا ) المخرج الايطالي الاصل الذي كمن اهميته في دراسة انثروبولوجيا المسرح ودراسة السلوك والذي اسس العديد من المؤسسات الفنية المهمة منها (مسرح ادن ) و (المدرسة الدولية لانثروبولوجيا المسرح)  

اما الفصل الثامن عشر فيتحدث عن المخرج الانكليزي الكبير بيتر بروك الذي انطلقت اعماله من مفهوم (ان المسرح لغة تفاهم بين الشعوب ) فجاب مع فرقته المسرحية  حول العالم وقدم (ملحمة المهابهراتا ) الهندية ومسرحية عن حياة احد المتصوفين في افريقيا غيرها من الاعمال التي تستند الى تراث الشعوب .

اسس المركز الدولي للمسرح عام 1970 والف العديد من الكتب مثل (الفضاء الفارغ )و (النقطة المتحولة )

 

  الفصل التاسع عشر  يتكلم عن مسألة التمويل والمشكل التي تعانيها المسارح العالمية من حيث نقص التمويل ..

لتحميل الكتاب يمكنكم التفضل بزيارة الرابط 

 https://www.noor-book.com/book/review/477626


 

اهم مميزات الكتاب :

1-    تناوله لعدد كبير من المخرجين من دول مختلفة بشكل متسلسل تاريخيا اعطى صورة واضحة لتطور فن المسرح في كل دولة وحول العالم .

2-    وثق اسلوب كل مخرج بنماذج من اعماله واراء النقاد والمخرجين المعاصرين له .

اهم سلبيات الكتاب :

1-    لم يذكر الكتاب عددا من المخرجين المهمين الذين كان لهم دور كبير في المسرح العالمي مثل المخرج الروسي الكسي بوبوف والالماني ليوبولد جسنر والبولوني تادوش كانتور.


تعليقات