اسس التجريب في المسرح



التغيير هو احد اسس هذه الحياة , فلا يوجد قواعد ثابتة ابدية في اي مجال من مجالات العلم والمعرفة , فالتجديد والتطوير والابتكار ضرورية لاستمرار الحياة 

ما هو التجريب ؟

التجريب لغة من التجربة , لكنه في المسرح يقترن بكل ما هو جديد وطليعي ويرى العديد من الباحثين ان جذور التجريب بدات مع بداية المسرح في بلاد الاغريق حين اضاف (اسخيلوس ) الممثل الثاني بعد ان كان في العرض ممثل واحد .

لكن التجريب كمصطلح تم اعتماده في المسرح , ظهر لاول مرة اواخر القرن التاسع عشر في وصف المسرح الذي قدمهه رائد المنهج الطبيعي في الاخراج في فرنسا (اندريه انطوان )

والتجريب في المسرح له دوافع واسباب منها ايجاد اشكال جديدة لمضامين جديدة او تطوير التقنيات المسرحية المختلفة باستخدام التكنولوجيا او ايجاد وسائل تعبير جديدة للممثل او تقريب المسافة بين العرض والجمهور .

وايا كانت اسباب التجريب  فان عملية التجريب لا تكون عشوائية بل يجب ان تكون مدروسة ومحددة الاهداف وتاخذ وقتا كافية لتنضج التجربة فتصبح قاعدة لفترة قبل ان ياتيها تجريب جديد .

ورغم وجود تجارب كثيرة متنوعة ومختلفة لمخرجين عالميين وعرب يصعب الاحاطة بها كلها الا انها تشترك في نفس الاسس .



اهم اسس التجريب :

1- البحث عن لغة جديدة : هناك الكثير الذي لا يمكن التعبير عنه بالكلمات , لهذا استعاض المخرجون عن الكلمة المنطوقة بالاصوات المختلفة والصرخات ولحظات الصمت والايماءة والحركة والاشارة وهي عودة بالمسرح الى الجذور الانسانية , فاللغات تختلف في معاني كلماتها لكن معنى الابتسامة والدمعة والصرخة واحد لكل البشر 

2- مغادرة المسرح التقليدي : طوال قرون قدمت المسرحيات في مسارح تقليدية   معماريا كمسرح العلبة الايطالي او المسرح المدرج الاغريقي والروماني , لكن المخرجين المعاصرين قدموا عروضهم في اماكن غير تقليدية كالشوارع والساحات والميادين والتي جذبت جمهورا اكبر للمسرح 

3- اشراك الجمهور : احب المخرجون المعاصرون مشاركة الجمهور في العرض المسرح فلا يكون الحاضرون مشاهدون فقط بل مشاركون في الحدث وهذا يجعل العمل المسرحي عملا بروح جماعية ويضمن للعرض تغذية عكسية اكثر قوة 

4- الارتجال : يعتب ره المخرج البريطاني (بيتر بروك ) روح التجريب في المسرح فالنص ليس مقدسا بل ان جمالية العرض المسرحي تكمن في قوة الللحظة الراهنة التي يحدث فيها التفاعل بين الممثلين بعضهم البعض وبينهم وبين الجمهور فيحدث الارتجال الذي يكمل النص في معناه بل ويضيف له 

 5- الطقسية: لقد نشا المسرح الاغريقي من الطقوس الدينية الاغريقة وقد راى المخرجون المعاصرون ان الطقس يمتلك قوة توحد الجماهير سواء كان طقسا دينيا اواجتماعيا ويكون له تاثير في الوعي الجمعي للجمهور اكثر من العرض المسرحي التقليدي فاعتمدوه اساسا في تجاربهم واخذوا منه ومن الفلكلور والحكايات الشعبية مادة خصبة لعروضهم .

6- اهمية الممثل : اكد المخرجون دوما على اهمية الممثل كعنصر اساسي للتجريب فهو العنصر الوحيد الحي في العرض المسرحي وهو الاقرب الى الجمهور فركزوا جهودهم على تدريبه وتطور ادواته ووسائل تعبيره فمنهم من ركز على ورش  اعداد الممثل مثل (ستانسلافسكي ) و(غروتوفسكي )  ومنهم من جمع ممثلين من مختلف الجنسيات في محاولة لمزج وابتكار سائل تعبير ادائية جديدة للممثلين مثل (بيتر بروك ) و(يوجينو باربا ).


للمزيد من المعلومات يمكنكم تحميل كتاب ( التجريب في المسرح بين النظرية والتطبيق ) بربارا لاسوتسكا  من خلال الرابط 

https://www.ebooksar.com/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%B1%D8%AD-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AC%D8%B1%D9%8A%D8%A8-pdf

 




تعليقات