فراشة المسرح بينا باوش

 



بينا باوش


بينا باوش (1940-2009)

راقصة ومصممة رقصات المانية  تعد من اهم المجربين في المسرح المعاصر وتحديدا في الدراما الراقصة ولدت وتوفيت في المانيا , عبرت من خلال عروضها الراقصة عن تاثيرات الحرب العالمية الثانية على نفسيتها وعن معاناة الانسان عموما والمراة خصوصا في هذا العالم وقد حصلت على جائزة كيوتو العالمية عام 2007 عن مجمل مسيرتها المسرحية .

لقد اقتحمت بينا أبعادًا فنية، باحثةً عن شفرات لغة مفقودة بين البشر، فتجدها وتستعرضها بلغاتها الإنسانية الإبداعية الخاصة , التي تتخذ الجسد وسيلة للتعبير ، فقد كانت تُعبّر عن الناس من خلال الرقص، وتدوِّن على صفحات المسرح، القصص الحياتية والنفسية الخاصة لها ولراقصيها، متقصدة من ذلك فتح مجال للتعبير، أكثر حرية من القواعد الكلاسيكية المعروفة للباليه، أو لتوقعات الجمهور الكلاسيكي في الاستقبال الفني والنفسي لذا حققت فرقتها نجاحات كبيرة  واعترافًا دوليًّا، فقد كانت رسالتها الإنسانية هي أن تدعو الجمهور إلى تحقيق السلام مع النفس والحياة، والثقة في شجاعتهم للاستمرار في العيش وقوتهم الخاصة. وقد كانت لغتها الحركيةدعوة للحرية والمحبة والسلام.[1]  

 

     سمات مسرح بينا باوش

1-               الرؤية الاخراجية لبينا باوش قائمة على التعبير بالجسد فلغة العرض ووسيلة التعبير هي اجساد الراقصين والراقصين فهدف العرض ليس سرد قصة ذات بناء درامي بل التعبير عن المشاعر والاحاسيس الانسانية والرغبات المكبوتة والحاجة الى الحرية  من خلال الجسد في ابعاده الفيزيائية و طاقته الروحية .

2-                توظيف الجسد الراقص في البحث عن الهوية الانسانية وانشاء علاقة بين الراقصين انفسهم وبين الراقصين ومصممي الرقصات لا تلتزم بقواعد الرقص التعبيري  بل اعتمدت قواعد جديدة جمالية وفلسفية ساهمت في تطور فن الكوريوغراف  وفن المسرح في نفس الوقت .[2]

 

 

 

3-   عروض بينا باوش راقصة لا يوجد فيها حوار فهي ترى اللغة الملفوظة عائقا في التعبير لاختلافها بين الشعوب  ولعجزها احيانا عن التعبير عن عمق العواطف الانسانية اما الجسد فهو اكثر قدرة على التعبير بطاقته وحركاته وابعاده( وهي رؤية تتشاركها مع العديد من المخرجين المعاصرين مثل مارثا غريام وجاك ليكوك )  وهو وسيلة تعبير عالمية استطاعت بينا باوش من خلالها ايصال رسالتها الفنية والانسانية لكل العالم لذا كانت التشكيلات الجماعية الراقصة اهم من الرقصات المنفردة .

4-   التعبير عن البعد الزماني والمكاني من خلال الجسد, فالجسد هو الذي يرسم الفضاء ويشكله وتكرار الحركة هو المعبر عن الزمن ويبدو هذا اكثر وضوحا في  العرضين (طقوس الربيع )و( اللحية الزرقاء ).

5-   الممثلون عند بينا باوش يملكون لياقة كبيرة ويقومون بتدريبات طويلة تؤهلهم لكل اشكال العبير عبر الجسد.

 

جماليات السينوغرافيا  في مسرح بينا باوش

 

1-   الطبيعة عنصر اساسي في تصميم السينوغرافيا عند بينا باوش فالجسد عندها جزا من الطبيعة وانسجام الحركات الراقصة جزا من انسجام الجسد في الطبيعة لذا نجد عناصر الطبيعة في مسرحها مثل اوراق الاشجار في مسرحية ( اللحية الزرقاء ) التراب في مسرحية (طقوس الربيع ) والماء في مسرحية (ايرين ) [3]

2-   ثنائية الابيض والاسود والظل والضوء للتعبير عن الحالة النفسية

3-    استخدام الازياء ذات الاقمشة الرقيقة الشفافة او شبه الشفافة  التي تتيح حركة الحركة للراقصين والراقصات وتتماهى مع تعبيرهم الجسدي وتلجا احيانا الى الجسد العاري للتعبير ذو المدى الواسع بين اقصى درجات الرقة واقسى درجات العنف .

 

 

4-   الموسيقى عنصر اساسي في الدراما الراقصة والوسيلة المرافقة للجسد في التعبير وهي ذات تنوع كبير في ايقاعاتها القوية وهي تتنوع بين الموسيقى الاوبرالية والكلاسيكية والرومانسية ممزوجة بالموسيقى التقليدية الفلكلورية الالمانية .

 



[1] ينظر  ايريني سمير حكيم , مجلة الفيصل الثقافية 1/11/2022 عبر الرابط

https://www.alfaisalmag.com/?p=27595

 

[2] ينظر Gabriele Klein,Pina Bausch theatre dance company,Bielefeld, Deutsche   Nationalbibliothek,2020,p170

[3] ينظر الموقع الرسمي لمنظمة بينا باوش للرقص المعاصر على الرابط

https://www.pinabausch.org/post/what-moves-me

 






https://www.pinabausch.org/work/voll

تعليقات